الإعلان عن ما يسمى بـ: "المجلس الانتقالي الجنوبي"، الذي تم اليوم عبر محافظ عدن المقال، عيدروس الزبيدي، هو عملٌ خارج القانون وتمرد صريح لا يقبل سوى هذا التفسير، وهو في الوقت نفسه يعبر عن وجود أزمة حقيقية في العلاقة بين القوتين الرئيسيتين في التحالف السعودية والإمارات أو هكذا يفترض.
هذا الهراء الذي عبر عنه الزبيدي اليوم تتحمل مسئوليته بشكل كامل أبو ظبي دون غيرها، لكن هذا لا يعفي الرياض من القيام بمسئولياتها وهو ما نأمل أن نراه على الأقل في تصريح رسمي ينأى بها عن هذه الترتيبات السيئة والكارثية في عدن .
هذا المجلس مثله مثل المجلس السياسي الذي تشكل في صنعاء مع فارق أن مجلس صنعاء تحرسه كتائب صالح وميلشيات الحوثي أما المجلس الذي تشكل في مبنى تابع للسلطة المحلية الموالية للسلطة الشرعية، فإنه يحدث تحت حراسة القوات الإماراتية.
لن يخسر اليمنيون شيئاً فالبلاد مقبلة على حرب مفتوحة، لن تبقى دول الخليج في مأمن منها، لكنهم لن يسكتوا على هذه الطعنة الغادرة التي وجهتها الإمارات لهم، لدوافع أيدلوجية، كل هذه الرهانات خاسرة بالتأكيد وسوف تسقط.
لا يكفي أن يعلن الزبيدي بأنه سيبقى وكيانه المزعوم إلى جانب التحالف ضد المد الإيراني وضد الإرهاب.. إيران تسكن في قلب الترتيبات التي أنجزت هذا المجلس.. ولا نرى هذا المجلس سوى حلقة من سلسلة التدابير التي تشرف عليها إيران مستفيدة من الخوف المرضي الذي تظهره أبو ظبي تجاه الإسلام السياسي.