حصحص الحق واكتملت الصورة ، لا توجد ثورة مداها ست ساعات وقبلها وفي إثنائها ونهايتها تتلى البيانات والتحذيرات ، هو انقلاب فاضح وعاري للعالمين.
لا توجد ثورة شعبية خالصة عمودها قادة الجيش ورموز النظام الشمولي الثلاثيني والمخلوع ،هو مخطط انقلابي وثورة مضادة.
حدثوني عن حشود شعبية مليونية يستدعيها جنرال عسكري وتحميها الطائرات والمجنزرات والشرطة والإعلام الرسمي.
في كل لغات ووقائع التاريخ أن الثورة الشعبية تواجه أنظمة استبدادبة قائمة لتفتح آفقا للتغيير سدها المستبدون ، ولم نقرأ أن ثورة تصطف جنبا إلى جنب العسكر وجهاز الشرطة والأمن والمخابرات والبلطجية.
لا توجد ثورة في التاريخ تختطف الرئيس الذي جاءت به الإرادة الشعبية، وتغلق وسائل الإعلام والتعبير وتعتقل الرأي الآخر وأصحابه، هي استبداد ولو ادعى اصحابه ما ادعوا .
لا توجد ثورة في التاريخ يتحرك جهازها ليفض الإعتصامات السلمية في الشارع، يذبح الديمقراطية ونتائجها ويقتل الشعب وأفراده بوحشية ودم بارد.
عجبي لهؤلاء الليبراليين والحداثيين وهم يخسرون اليوم آخر معركة في رصيدهم عن الديمقراطية والدولة المدنية والمواطنة المتساوية ، بعد أن خسروا الرصيد الشعبي وتسويق أنفسهم للناس، فلم يجدوا غير جنرالات الجيش منقذا أخيرا لهم كي يستعيضوا ما لم يحققوه عبر صناديق الاقتراع.
عموما: إذا كان مسمى (الإخوان) يعني الدفاع عن الديمقراطية واحترام إرادة الشعوب ومواجهة بيادات وصلف العسكر فلتشهد الدنيا أنني إخواني.