نعيش الذكرى 27 للوحدة اليمنية في ظروف استثنائية وشتات أسوء من الحالة التي كنا فيها قبل 22مايو1990م ،
الوحدة المفترى عليها صارت توجه لها السهام من كل الاتجاهات وهي مظلومة مثلنا نحن أبناء الشعب اليمني.
فقد كانت الوحدة مطلب كل اليمنيين في جنوب الوطن وشماله ، لكن من كانوا في الواجهة وادعوا انهم حققوها هم من غدر بها وارادها ملكية خاصة له ولعائلته وإذاق بقية ابناء الشعب المرارة والظلم والحرمان وارادها حكما وراثيا ومن ينازعه الأمر أو يعارض سياسته فهو انفصالي ضد الوحدة وكان رفع شعار الوحدة فيه نوع من الإرهاب لمن يشكو الظلم والحرمان.
فكان الحراك الجنوبي عام 207م وكانت المطالب في البداية حقوقية ثم تطورت إلى فك ارتباط ، وكان الشمال أيضا يغلي ويشعر بالظلم من قبل النظام الذي ظلم الجنوب والشمال ونتاج ذلك قامت ثورة الشعب في 11 فبراير 2011م ،
وكان يفترض أن تتماهى كل المطالب والحقوق في صف واحد لتأسيس وطن يمني جديد يتم فيه إعادة الأمور إلى نصابها وتصحيح مسار الوحدة وأنصاف المظلومين في كل مناطق اليمن.
وللأمانة الرئيس عبدربه بذل الكثير من خلال مؤتمر الحوار الذي أعطى القضية الجنوبية كامل الاهتمام وحقق لها مالم يحققه أحد قبله ، وكانت الدولة الاتحادية بأقاليمها الستة هي نتاج هذا الحوار ، مما جعل الحوثي وعفاش ينقلبون على الحوار والمتحاورين وينقلبون على الشرعية بقوة السلاح رغم انهم كانوا مشاركين في هذا الحوار الوطني الشامل الذي حاولوا إفشاله من داخله فعجزوا فكان الانقلاب قرارهم النهائي .
استهدف الرئيس واستهدفت حياته وقتل الكثير من حرسه ، ثم انجاه الله وكانت عاصفة الحزم التي قضت على أحلام الانقلابيين .
وكان المعرض تكون كلمة المناهضين للانقلاب في الشمال والجنوب كلمة واحدة وتكون عدن العاصمة المؤقتة لكل أبناء اليمن ولكن بعض اخواننا في المحافظات الجنوبية ، ارتفع سقف مطالبهم وأصبحوا يعادون كل ماهو شمالي ، وكان المفترض أن نتخلص اولا من الانقلابيين ثم نخوض في قضية الجنوب وتقرير مصيره ، أما الآن فإن اي خلاف ما هو الا خدمة لمشروع الانقلابيين وطعنة في خاصرة عاصفة الحزم التي تستمد شرعية تدخلها من شرعية الرئيس هادي.
الخلاصة ليس لدينا ما نفرح به في الذكرى 27 للوحدة اليمنية فقد كنا موحدين قبل الوحدة أكثر مما نحن عليه الآن.
شرعية الرئيس هادي هي طوق النجاه للخلاص من الانقلاب السلالي المدعوم من المشروع الفارسي .. وبعد ذلك فالوحدة ليست قدر حتمي ممكن نتفق عليها بما يرضي كل الأطراف أو نفترق ونحن حبايب بموجب استفتاء عام ..
تخيلوا معي لو أن عدن بقت عاصمة للجميع واحفظنت كل ابناء الوطن وأطلقت فيها الحرية للجميع كيف كان سيصبح حالها .
لقد ظلمتم عدن وفوتم عليها فرص تاريخية للنهوض والازدهار.
اللهم اختر لليميين ما فيه الخير