آ
▪يطل شهر رمضان الكريم بنفحاته وكراماته مقدِماً لنا فرصة جديدة للسمو الروحي والابتعاد عن النوازع الدنيوية المستنفذة ، والتعلق أكثر بما هو باقٍ واضمن وأطيب .
▪رمضان فرصة متكررة لتدريب النفس على الصبر ، والكف على العطاء ، والروح على السمو ، والقلب على الثبات على الطاعة ، وهو مدرسة تؤهلنا للانخراط في لجة الحياة متسلحين بالاستغناء عما في أيدي العباد ، والتعلق بما عند رب العباد .
▪على مدى إحدى عشر شهراً تتقاذف النفس البشرية مثبطات الانجذاب نحو الدنيا ، فيأتي شهر رمضان ليحافظ على توازن النفس البشرية بتوجيهها نحو القيم الروحية الخالصة المرتبطة بالأخرة ، ويحل الصوم كنشاط بدني يعزز السمو البشري ، وتزداد أجور العبادات ليزداد التعلق بالأجر والثواب ، وهذا بالمجمل يحقق التوازن لدى النفس البشرية ، ويضمن عدم انجرارها المطلق نحو الدنيا ، وبالتالي ضمان عدم نسيان المسلم للتعبد كغاية لأجلها كان الخلق .
▪الصوم كنشاط رمضاني يعزز فينا القدرة على التحكم باشباع الحاجات الانسانية الفطرية ، فالامتناع عن المفطرات طوال النهار ليس عبثاً، ومع كونه تعبدا في المرتبة الأولى فهو تدريباً على التحكم باشباع دوافعنا الفطرية ، وفرصة لتهذيبها والسيطرة التامة عليها .
▪يفرح الصائم بفطره لانه تغلب على نوازع النفس ، وألجم حاجاتها ، وتمكن من تطويع متطلبات الجسد ككيان مادي محسوس ، لخدمة الروح ككيان معنوي غير محسوس ، وهذا انجاز يستحق عليه أجراً مضاعفاً لا يقتصر على أجر الصوم فقط ، ولكن يتعداه الى مضاعفة أجور العبادات الأخرى في رمضان .
▪قيم التكافل والعطاء والبذل تكون في رمضان في أوج تحققها ، وحبيبنا المصطفى (صلى الله عليه وسلم) "كان أجود الناس ، وكان في رمضان أجود من الريح المرسلة" ..
لقد اوجز من وصف ، ولنا أن تخيل كيف تجلب الريح المرسلة كل خير معها ، ففيها النسيم ، وعبرها يتنزل الغيث ، وبها تسير المراكب ، ومن هبوبها تتلاقح الثمار ..
▪رمضان بكل هذه المفاهيم مرحلة تحول سنوية مهمة في حياتنا ، وليس من العدل أن نمر فيها دون أن تترك أثراً إيجابياً في سلوكنا الحياتي ، ومن مرَّ على رمضان ولم يترك فيه أثراً فأجده كدارس فاشل لم يجتز المرحلة الاهم في تعليمه .
🔸مبارك عليكم الشهر ، تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام ..