محمد عبدالله القادري
عندما تجد ان هناك توحد في الاساءة والاستهداف من قبل اطراف الانقلاب وعناصر داخل الشرعية للنيل من شخصيات قيادية واعتبارية داخل الشرعية ، فاعلم ان تلك الشخصيات هامة ومرموقة وهناك حملات ممنهجة تستهدفها ، وهو ما يجب الوقوف ضد تلك الحملات بقوة ، وسأتحدث هنا عن شخصيتين هامتين داخل الشرعية ، الأولى سياسية نموذجية راقية ، والثانية قبلية وفية بارزة .
الشخصية الأولى : معالي الدكتور أحمد عبيد بن دغر رئيس مجلس الوزراء .
هذه شخصية نموذجية جامعة ، لها رصيدها النضالي ، ودورها السياسي ، وثقلها التأريخي ، وتميزها الحضرمي ، وقبولها الجنوبي ، وتكيفها الشمالي ، وولاءها الوطني ، وموقفها الوحدوي ، ونضجها الفكري ، وميولها القومي العربي .
ووجود هذه الشخصية في الشرعية مكسب كبير ، وأي استهداف للنيل منها وتشويه صورتها يعتبر استهداف للشرعية ولرموزها المخلصين وعلى رأسهم فخامة الرئيس الرمز عبدربه منصور هادي حفظه الله ورعاه .
ولا يعني وجود الفساد داخل الحكومة الشرعية هو المبرر الذي سيجعلنا نسئ لشخصية الدكتور بن دغر ونستهدفه ، فالفساد موجود والمرحلة تمر بظروف صعبة ومعركة حرب طاحنة ، ولكي نحارب الفساد داخل الشرعية فعلينا أن نكون عوناً وسنداً لرئيس الحكومة ورئيس الجمهورية ، ونساعدهم على القضاء على منابع الفساد .
وجود الوزير الفاسد او المسؤول الفاسد لا يجعلني استهدف رئيس الحكومة واحاربه ، بل انبهه وارشده على ذلك الفاسد واطالبه وأشد على يديه واقف بجانبه للقيام باتخاذ الخطوات المناسبة ومنحه الفرصة الكافية ، ويعتبر الدكتور بن دغر شخصية ناجحة جداً في قيادة الحكومة في ظل هذه الظروف الصعبة وقد حققت نجاح كبير رغم انشغالها نتيجة متطلبات المرحلة العديدة في المجال السياسي والاداري .
الدكتور بن دغر كان محارب جداً من قبل صالح ونظامه ، وقد استخدمه صالح كوكوز مركوز يدعي من خلاله القبول بالآخرين والاهتمام بالكفاءات وفسح المجال للقيادات الناجحه ، وهو في الحقيقة لم يعطيه اي صلاحيات ولم يمنحه اي دعم مناسب ولم يتيح له المجال لتحقيق انطلاقة حقيقية ، وعندما اصبح بن دغر وزير للاتصالات في حكومة الوفاق فذلك الأمر كان اجباري على صالح لترشيحه من خلال قيام الاحزاب الأخرى كالاإصلاح وغيرها على ترشيح امناء عمومها المساعدين لنيل حقائب وزارية ، ولأن بن دغر كان يعمل امين عام مساعد للمؤتمر أنذاك فقد احرج صالح ولم يعترض على تعيينه بالاضافة إلى ان الرئيس هادي الذي كان يعمل أمين عام للمؤتمر وقف مع بن دغر بقوة .
الدكتور بن دغر شخصية قانونية نظامية تحترم القيادات الأعلى منها ، ولا تؤمن بالفوضى والعشوائية وتجاوز من فوقها ، بل انها ايضاً وفية للرئيس هادي منذ البداية في ترشيحه كرئيس ، ولعلي اتذكر في عام 2012 عندما كانت هناك التحضيرات للانتخابات الرئاسية الوفاقية ، أعددت البوم يحمل عنوان خير خلف لخير سلف يتحدث عن المرشح الرئاسي هادي كدعاية اعلامية انتخابية ومن حقي ان اعد ذلك الالبوم للرئيس الجديد كما اعددت عدة البومات للرئيس السابق وكلاهما قياديان في الحزب الذي انتمي إليه .
وكان الدكتور بن دغر هو الشخصية الوحيدة داخل اللجنة الدائمة الذي أيدني وشجعني وتعاون معي وذهب إلى عند فؤاد الكميم رئيس الدائرة المالية للمؤتمر ووجهه بتسجيل ذلك الالبوم ودفع النفقات المالية ، وبعد عدة مشاوير في صنعاء على مدة اسبوعين وقف ضدي اللجنة الاعلامية في اللجنة الدائمة المتمثلة بطارق الشامي وعبدالحفيظ النهاري ، وبعد طول متابعة لفؤاد الكميم رد عليّ وقال هادي حقك ما يستاهل هذا الالبوم واغلق السماعة في وجهي ، وعدت إلى إب بخفي حنين وانا مستاء جداً ، ومن ذلك اليوم ادركت ان صالح وازلامه سيقفون ضد الرئيس هادي بقوة وسيحاربونه اشد حرب .
بعد قيام الانقلاب وانطلاق عاصفة الحزم ، كنا في مقيل يجمع العديد من القيادات الحزبية السياسية ، وراهن الجميع على أن بن دغر سيكون وفياً مع صالح وواقفاً معه ولا يمكن أن تتجاوزه ، وكنت أنا الوحيد الذي راهن على ان بن دغر سينضم للشرعية وسيؤيد التحالف العربي فهو صاحب عقلية لا يمكن ان تقبل بالفوضى والانقلاب والإمامة وفكر إيران ، وضميرها لن يسمح لها ان تظل تابعة لصالح يسيرها كيفما يشاء .
وبالفعل لم تمر سوى أيام ، حتى خرج بن دغر من صنعاء بالطريقة المناسبة وانضم لصفوف الشرعية خلف قيادة التبع اليماني الرئيس هادي.
فلله درك يا دكتور أحمد ما أروعك وما أعظم مواقفك .
الشخصية الثانية : الشيخ محمد بن ناجي الشائف شيخ مشائخ قبيلة بكيل كبرى قبائل اليمن .
فهو شخصية قبلية بارزة ، وله شعبية مجتمعية متميزة ، وصاحب مواقف رجولية شجاعة ، وهامة نضالية شامخة ، ومن خلال موقعه كشيخ لمشائخ كبرى قبائل اليمن قبيلة بكيل التي لها انتشار واسع في عدة محافظات يمنية ومن خلالها يستطيع اليمن على تحقيق توازن مجتمعي قبلي يصب في صالح الدولة وأمن اليمن واستقراره .
وبالتالي فإن اي استهداف للشيخ الشائف معناه استهداف كبير للشرعية من خلال جر ابناء قبائل بكيل للوقوف ضد الشرعية وضد شيخ مشائخها الذي تسعى بعض الوسائل الاعلامية من خارج الشرعية وداخلها لمحاربته وتشويه سمعته وصورته ،
فالشيخ الشائف مواقفه قوية وصامدة ضد الانقلاب رغم الحملات الممنهجه لاستهدافه ، وكان الاحرى من كل انصار الشرعية ومحبي اليمن الوقوف معه والتصدي لأي حملة تستهدفه ، بل يجب على الشرعية ودول التحالف ان تعلم انه يجب عليها ان تعمل بكل قوة لمساندة الشائف والاستفادة من دوره الكبير وإبرازه إعلامياً بشكل كبير ودعمه مما يجعل كل قبائل بكيل مجتمعة وملتفة ومتوحدة تحت قيادته ولواءه ، فذلك سيكون مكسب عظيم للشرعية وللسعودية .
لا ننسى ان نظام صالح حارب الشيخ الشائف بكل قوة ، بل ان شركاء الحكم في عهد صالح اتحدوا جميعاً على محاربته ، ولا ننسى احمد علي عفاش وقواته قصفوا على منزله ، ورغم تعرضه للاقصاء والتهميش الكبير إلا ان الشيخ الشائف استطاع الحفاظ على مكانته القبلية والاجتماعية وثقله الجماهيري والشعبي .
أنا احترم الشيخ الشائف كثيراً ، والسبب ان هذا الرجل لم تجعله المصلحة الشخصية والذاتية ان يتجاوز المبادئ ويتخطى الثوابت ، فهناك خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها ، فرغم تهميشه واقصاءه ومحاربته من قبل ، إلا ان انه لم يذهب إلى إيران ليتحالف معها ولم يذهب إلى ليبيا لتدعمه ، ولم يشكل مكونات وتحالفات قبلية مدعومة خارجياً لاستهداف اليمن ودول الجوار .
الشائف ظل وفياً لليمن وللشقيقة السعودية ، وأثبت موقفه القوي ضد الانقلاب وإيران ، وظل وفياً لليمن وشرعيته وقائده الرئيس هادي وللاشقاء العرب .