الجديد في ملف السلام اليمني*

2017/06/15 الساعة 07:15 مساءً
* ✍ *عبدالوهاب طواف* من الواضح أن الحوثيين لا رغبة لهم في السلام حتى الأن، لأن السلام سينتزع منهم السلطة والمال وحياة البذخ والثراء التي إستولوا عليها بصورة غير مشروعة؛ ويدركون أن الحرب هي الوسيلة الوحيدة التي تضمن لهم البقاء حكاماً على الشعب اليمني متجاوزين الوزن الحقيقي لهم شعبياً وسياسياً.  بالأمس أعلن الحوثيين عن موقف نهائي رافض لإستمرار المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ كمبعوث أممي في اليمن،  وتفسيري لموقفهم ذلك هو  أن ولد الشيخ أصبح على دراية كاملة بتفاصيل المشهد السياسي في بلادنا، وهذا ما لا يريدوه وليس لأنه فشل في مهمته وبالتالي فهم بموقفهم هذا يحاولون إرباك المجتمع الدولي لعل وعسى أن يتم تبديل المبعوث الأممي لكسب الوقت وإطالة أمد الحرب والصراع حتى تأتي متغيرات جديدة تصب في صالحهم. مجلس الأمن الدولي حسب معلوماتي هناك إجتماع مرتقب لمجلس الأمن الدولي خلال أيام وسيصدر بيان يحث فيه جميع الأطراف في اليمن على مواصلة العمل لإحلال السلام. ونأمل من المجتمع الدولي المساندة الكاملة لجهود ولد الشيخ، كما نأمل من المبعوث الأممي مضاعفة الجهود والمساعي لرفع معاناة الشعب اليمني وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة والأدوية للقضاء على جائحة الكوليرا وفتح مطار صنعاء. المؤتمر الشعبي العام. هناك عوامل دفعت بالكثير لإختيار المؤتمر الشعبي العام والوقوف معه؛ مثل: 1. فشل الحوثيين في إدارة الدولة وإفتقارهم للخِبرة والقدرة والرغبة في التعاطي الإيجابي مع الوطن والمواطن وإصرارهم على فرض معتقداتهم الطائفية والعقائدية على الدولة والمجتمع. 2. قصور الشرعية في إدارة المناطق المحررة، و تقديم نموذج جاذب للآخرين من حيث الإدارة والمدير.  3. الإقصاء المتعمد لأبناء الشمال من معظم أجهزة الدولة. هذه النقاط الثلاث صبت في صالح المؤتمر الشعبي العام شعبياً؛ ودفعته لإعادة ترتيب أوراقه في طريق إستعادة السلطة عبر الإنتخابات.  وفي أعتقادي أن الرجوع للشعب هو طريق صحيح ومطلوب من الجميع؛ وأطالب جميع القوى السياسية بالتوقف عن شيطنة بعضهم البعض والتوقف عن ممارسة أساليب الفجور في الخصومة. كما أطالب المؤتمر بإعادة مد جسور التواصل مع كل الخصوم السياسيين وترميم ماعلق بعلاقته مع القوى السياسية جراء مساندته للإنقلاب على السلطة وتدمير الحياة السياسية في البلاد؛ فالخلافات والتصدعات التي حدثت بين القوى السياسية هي من مهدت الطريق لضياع الدولة؛ وحروب الإقصاءات لم تضر إلا الوطن والمواطن. الشرعية  على الشرعية واجبات ومهام كبيرة وكثيرة لإعادة الحياة وتطبيعها في المناطق المحررة وعودة جميع قياداتها إلى الداخل؛ لأن قصورهم في القيام بواجباتهم صب في صالح أشخاص وكيانات بعيدة عن الدولة خصوصا في الجنوب. إنقاذ الناس من الموت جوعاً أو مرضاً من أوجب واجبات الشرعية. كل الدلائل تشير إلى أن السلطة في المحافظات الجنوبية خرجت من تحت عباءة صنعاء وكذلك الشرعية إلا أن الأكيد أن تلك السلطة توزعت على أشخاص ومجاميع وحركات ومناطق داخل الجنوب بعيداً عن كيان سياسي جنوبي جامع، وهذا سيؤدي إلى إرباكات وإشكالات كثيرة مستقبلاً ولن يفضي إلى قيام دولة جنوبية ولا إلى بقاءهم في وحدة مع الشمال.