آ
الاستقبال الخاص والحافل الذي حظي به الليلة فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي من قبل أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، تأكيد جديد على قمة التفاهم بين القيادة اليمنية وقيادة التحالف العربي الداعم للشرعية، ممثلة في فخامة الرئيس، رغم كل المحاولات اليائسة والبائسة لخلق بؤر توتر ودق أسافين في هذه العلاقة، من قبل بعض الأطراف والأقلام المغرضة والمسمومة والتي باتت مهووسة ومهروسة!
ففي الوقت الذي كان فخامة الرئيس هادي والملك سلمان يتناولان الإفطار معا في مكة المكرمة، ويجريان محادثات بخصوص الوضع في اليمن والمنطقة عموما، كان الطامحون إلى الزعامة على حساب المواطنين البسطاء في الجنوب، يتسوقون في مولات أبو ظبي ويرتادون الأسواق التجارية والملاهي ويتسوقون ما خف حمله وغلا ثمنه، بعد الاطمئنان إلى الأرصدة التي وضعت في حساباتهم في البنوك الإماراتية وغير الإماراتية، إثر حصولهم على الجنسية الإماراتية!
يزايد هؤلاء بأنهم مقاومة، والمقاومة والشعب الجنوبي براء منهم، يزايدون ويمنون على شعبهم لأنهم حملوا البندقية، والشعب كله قاوم ويقاوم حتى اليوم، ويبدو أن المقاومة والحرب لم تنته بخروج الحوافيش من الجنوب، بل هناك حرب اشد واصعب وهي محاربة نفوس هؤلاء الأمراض، الذين يدمرون مشاريع البنية التحتية والخدمات في عدن ويفجرون مولدات الكهرباء ويغتصبون المدارس بعدما اغتصبوا الأحواش والمصانع وقتلوا وسحلوا كل من وقف أمامهم ورفض بلطجتهم باسم المقاومة...!
من يدعون بأنهم مقاومين، هم من ينهب هذه الأيام رواتب الجنود في المعسكرات والألوية العسكرية، بعد أن وفرتها الشرعية، ثم يلقون بكل وبالهم على الشرعية والحكومة.. هؤلاء هم من يجاهرون بأنهم يتلقون توجيهاتهم من الإمارات وليس من الرئيس الشرعي والحكومة الشرعية.. عن أي وطنية يتحدث هؤلاء وقد وصلوا إلى حالة السفور الراهنة؟
عن أية وطنية يتحدثون وقد انكشفت عوراتهم وباتوا يمارسون ما كانت تمارسه قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري العفاشية في عدن، بل وأكثر من ذلك!
لقد فقد المواطن الجنوبي الثقة في ثلة وشلة المراهقين النهمين إلى السلطة والسيطرة ولو على حساب الوطنية والهوية والشرف والمبادئ...!
هناك أصوات عقلانية كثيرة في الجنوب، تتحدث وبوضوح وتدعو إلى التعقل والى الأخذ بمآلات تجارب الماضي، والطيش السياسي الثورجي، رغم أن المسألة هنا مجرد شعارات ثورجية والأهداف أخرى، ولكن هذه الأصوات هي أيضا تتعرض للبطش الإعلامي، فقد أسس هؤلاء كتائب إعلامية ترهب الناس، وتسكت كل صوت يتحدث عن التفريق بين الحق والباطل، ولعمري فإن النظام البوليسي أهون بكثير مما نراه اليوم ومما ننتظره في المستقبل القريب، في الجنوب، إن تمكن هؤلاء النهابين الجدد من زمام الأمور.. لذلك فالحل الأوحد هو التمسك بالشرعية، بفخامة الرئيس هادي والسير معه لإيصال البلاد إلى مرسى النجاة الحقيقي والقانوني والدستوري والأخلاقي، قبل ان نفقد البلاد بكاملها!!