ولعيدنا بشارات

2017/06/24 الساعة 10:10 مساءً
موسى المقطري كعادته ذات البهاء هلَّ علينا عيد الفطر بنفحاته ليختم موسم روحاني مثمر ، فيملأ الأنفس فرحاً باتمام الصيام ، والعيد جائزة للصائم ، وشعيرة من شعائر الله التي يجب ان تُعظَّم . لاح العيد ناشراً بشائر الفرح ، رغم أننا في بلد غزت فرحته منغصات كثيرة ، وقد يستسلم البعض لهذه المنغصات فيكسوه الهم ، ويصرفه عن الفرح بالعيد ، وما فيه من معاني البشر والتفاؤل ، فيسلب المهموم معه فرحة أهله وأولاده ، وهذا لعمري ليس الأقوم ولا الأنسب ولا الأعدل . وقبل الخوض في البشارات فإن العيد هو شعيرة اسلامية يسن فيها الفرح لاستكمال تأدية ركن الصيام بعيداً عن اسقاطات الواقع ، وكما للمؤمن فرحة ساعة فطره بإتمام صوم يومه ، فإن له فرحة بتمام صيام شهره ، وذاك هو يوم عيده .. ولنكن اكثر فرحا وبشراً ساضعكم أمام مجموعة من البشائر التي بها نمحو الهم ، ونودع القلق ، ونفرح بالعيد ، وننشر الفرحة في من حولنا . يهلُّ عيد الفطر المبارك وهناك كثير من الأشياء قد تغيرت في واقع البلد ، وهي كفيلة ان تجعل المستقبل القريب والبعيد أفضل ، وما ينقصنا إلا استحضارها . أول هذه البشائر أن هناك مشروع سلالي مقيت يجرى التحضير له منذ عقود تمت تعريته ودفعه للظهور  _ربما قبل النضوج_ وساعدت ظروف محلية واقليمية في ذلك ، وربما لو تأخر في الظهور لكانت الظروف غير هذه ، وربما تمكن وما استطعنا له ردا . فبعد ان استيقن المخلوع بانتفاء عودته للتحكم بمصير البلد وضع يده بيد أصحاب مشروع الحق الإلهي المزعوم ، فسلم لهم السلاح والإمكانات ، فاغتروا بقدرتهم على حكم البلد ، وكشروا عن انيابهم ، واستبشروا بتحقيق أحلامهم المشؤمة ، لكن الأقدار جائت بما ليس في حسبانهم ، وجرت الرياح بما لم تشتهي السفن ، فحرقت أوراقهم ، ودخلوا في معركة غير متكافئة نتيجتها على المستوى القريب والبعيد فشل مخططهم السلالي الهادف لحكم اليمن والتحكم بقدراته . • أليس العيد أجمل ونحن نراقب فشل وتضاؤل هذا المشروع ؟ ليكن عيدنا أجمل وقد تحقق لنا بعضاً من مقومات الدولة المدنية العادلة ، وأهم تلك المقومات جيش وطني لايدين بالولاء لأسرة ولا لسلالة ولا لمنطقة ،  يحمي البلد وإنجازاته ومقدراته . الجيش الوطني اليوم صار واقعاً ملموساً في المناطق الأهم ، والتي تستطيع تغيير المعادلة ، فمارب وتعز ومحافظات الجنوب كلها يحميها هذا الجيش مدعوماً بالمقاومة والحاضنة الشعبية ، كما أن قوة الردع لدى الجيش الوطني في تطور مستمر نتيجة التسليح والتدريب والرفد بالخبرات الميدانية ، ولم يعد الاعتماد وحيدا على تدخل الطيران لوقف تحركات المليشيات بل صارت القوات في الأرض رقماً صعباً ومرجِحَاً في كثير من الجبهات . كان من الصعب جداً إنشاء مثل هذا الجيش لو لم يحصل ما حصل ، وسيظل جيش السلالة وحرس العائلة هما عنصرا الترجيح في أي تطورات سياسية ، وورقة رابحة لتجيير أي اتفاقات أو تصالحات لصالح السلالة المتحالفة مع العائلة . دعكم بما رافق او قد يرافق هذا الانجاز من اخفاقات ، مثله مثل اي عمل بشري ، زد على ذلك ظروف صعبة تمر بها الشرعية ليس اقلها شحة الموارد أو صعوبة التواجد على الأرض أو مخلفات النظام البائد ، ومخلفات الدولة العميقة . في الإجمال هناك إنجاز يحب ان نرفع قبعاتنا احتراماً له ، ولكل الذين يبذلون جهودا مضنية لاتمامه كما يحب أن يكون . • سيكون عيدنا أجمل ونحن نستذكر ونراقب هذا الانجاز المميز . من بشائر العيد التي تزرع البسمة إجبارياً تحول المقاومة الشعبية من مجرد فكرة وقناعة الى سلوك جمعي يحترمه اليمنيون إجمالاً ، فالمقاوم أصبح في نظرة المجتمع بطلاً _وهو كذلك بالفعل_ . مقاوموا اليوم احسن حالاً من حيث التدريب والتجهيز والإعداد والأعداد ، وهم رديف للجيش في حماية اليمن الجديد الذي تتشكل ملامحه الناصعة . سنسعد بالعيد ونحن نلاحظ أن صور المقاومة وأشكالها تنوعت لتتجاوز العمل المسلح الى مقاومة افكار الجماعة السلالية وتعرية مخططاتهم ، ودعم مقاومة الجبهات ، والعمل الاجتماعي لردم الفجوة الاقتصادية في المجتمع عبر المبادرات الطوعية للأفراد والمؤسسات والجمعيات لرعاية الجرحى ، ودعم القطاع الصحي ، ورعاية أسر الشهداء ، ومساعدة النازحين والمتضررين . كل هذه الأنشطة وغيرها كثير هي صور  للمقاومة كمشروع وفكر وليس كفعل فقط . هذا كله سيضمن أن الشعب يستطيع حماية منجزاته ، ومقاومة اي مشروع حالي أو لاحق يحاول الاستئثار بقرارات ومقدرات البلد لخدمة مشروعة الشخصي او العائلي او السلالي . • سيكون عيدنا فرائحياً اكثر ونحن نستحضر هذه القيمة الرفيعة . الستم معي أن وراء كل ابتلاء نعمة ، وخلف كل إخفاق نجاح ، وبعد كل صبر جائزة . في مجمل الحال فالشرعية بذراعيها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية هي أفضل بكثير من ذي قبل ، وهناك جهود تُبذل لتأسيس دولة ذات مدلول وطني واسع ، والقصور في الأداء الإداري أو الارتبارك لحكومة الشرعية ظاهرة طبيعية ترافق أي تأسيس ، وليس من الحكمة أن نَعمى فننظر لنصف الكاس الفارغة وننسى النصف الممتلئة . هناك بشائر كثيرة أتت متزامة مع هذا العيد ، ونظرة متأنية وتفكير عميق منك عزيزي القارئ سيجعلك أفضل حالاً ، وأكثر فرحة واستبشاراً . عيدكم مبارك ، وايامكم سعيدة ، ودمتم سالمين .