موسى المقطري
نعم .... عشقي جله لمدينة .
من سنوات وهي تسكن الوجدان ، وتفعل في القلب الأفاعيل .
إنها تعز العز ...
أحبها ليس لكونها مدينة لكن لكونها أعظم من ذلك ، استمد من هواها الهوى ، ومن عبقها الرِوى ، وألوذ بحضنها حين يداهمني الوسن .
لك الله يا ملكة الملكات ، وعظيمة العظيمات ، منك ولك وفيك تجسد عشقى ، وعليك أغار .
حين أعفر قدمي بتربك أدرك من أنا ، وحين تبللني قطرات غيثك استفيق على مدى حبي وولهي بك ، وفي كل صباح يتجدد العشق ويحلو اللقاء .
فاتنة انتِ وخاصة حين يغسل المطر نواحيك ، ورويدا يحل نسيم عليل يشرح الصدر ، ويسلو به الخاطر ، ويزيدني عشقاً .
أجد نفسي حين اتكئ على جدرانك ، وحين ياخذني القدر بعيداً اشعر بفقدك ، واحن كما يحن العاشق لمعشوقه .
أرى فيك جمالا وسحراً ، ألحظه في الباب الكبير ، وباب موسى ، وجامع المظفر ، وأهيم حين أراك من جبل صبر .
الجبل الاشم الذي لازال كعادته يرفدك ( بالبلس ) وخبز الذرة ، وبالجميلات ، وبالقات الذي ارتوى من ندى الصباحات ، ونضج على اكف الفاتنات .
حين تعلو جبل صبر ترى ما يلذ به ناظرك ، وتشتم عبق المدينة الجميلة ويزادا الحب ويحلو العشق .
حين تطأ خطواتك قلعة القاهرة تقهرك بحبٍ هذا المدينة ، وتسلب منك – ولو للحظات – عقلك وحسك .
اعشقك يا جميلة الجميلات ، وحسناء الحسناوات ، ففيك كل شيئ جميل متى أشحت ناظريك عن السياسة وأهلها ، ولابد من أن نفعل ذلك كلنا يوما .