عبدالوهاب طواف
أخواني الأعزاء
لقد مكنكم الرئيس هادي جُل مناصب الدولة، وجاءت لكم الفرصة على طبق من ذهب لقيادة الجنوب والشمال من مدنية عدن، ومُنحتم فرصة ثمينة لا تعوض لقيادة سفينة الجنوب وتنميته وإنقاذه بدعم غير مسبوق من الأشقاء في الخليج، وبغطاء سياسي عربي ودولي وبتفويض كامل من قبل الرئيس هادي، والإثبات للعالم أنكم فعلاً رجال دولة تم تهميشهم في السابق.
للآسف كانت المناطقية وسوء الإدارة وغياب المشروع عناوين بارزة لأدائكم. لم تحترموا رئيس الدولة ولا شرعيته ولا علم دولة الوحدة ولا الأشقاء في الخليج.
تناقض عجيب بين الواقع وممارساتكم وتصريحاتكم. كان الواحد منكم يتعامل مع الناس والمنصب وكأنه رئيساً لليمن وبِكبر وغطرسة وبضجيج يعانق السماء وبإداء لا يذكر. لم تتركوا مجلس أو ديوانية أو مول أو مسجد أو محل تجاري في الخليج أو صفحة على الفيسبوك وتويتر إلا ونفشتوا ريشكم بالشطح والنطح والزعيق والمبالغات بدون بريك وتضخمتوا بشكل أدمى قلب كل متابع لشأن الجنوب ومصيره. وكانت ممارساتكم وأدائكم وطريقة تعاملكم مع مسئوليات المناصب التي سُلمت لكم، وردة أفعالكم تجاه قرارات عزلكم يعكس حقيقة نظرتكم العجيبة للجنوب.
أجهضتم حلم إستعادة الدولة في عامها الأول بإصراركم العجيب على عزل الجنوب وإغلاقه أمام الشرعية ومناصريها والعالم. ضيعتوا فرصة تمكين مدينة عدن التاريخية من أن تكون هي عاصمة اليمن وقِبلة لكل أبناءها ومقراً للسفارات الأجنبية والمنظمات الدولية ووجهة للعالم أجمع. حرمتوا عدن من أن تكون مركز سياسي وتجاري وإستثماري وسياحي لليمن. فشلتوا حتى أن تكونوا كمأرب التاريخ. قضيتوا على حلم أبناء عدن بإبراز تعايش ووسطية وسلام ومحبة عدن للجميع، ووجهتوا قضٌكم وقضيضكم ومال وإمكانيات الشرعية لملاحقة الباعة المتجولين ونهب عربياتهم ومصادرة أملاك تجار وأبناء الشمال في الجنوب ونهب أراضي الجنوب وتقسيمها وتسويرها وبيعها، والنتيجة نجاحكم في تحويل عدن الى مدينة أشباح وأرض طاردة حتى لسكانها.!.
أخواني الأعزاء
قيادة الدولة ليس كقيادة صفحة على الفيسبوك أو تويتر، وكسب ثقة الناس ومحبتهم ليس كحصد الإعجابات في وسائل التواصل، فالدولة مسئوليات وواجبات وتراتبية وأقدمية ونظام وقانون وخدمات وقيود صارمة في الحركة والأداء.
في لحظة غرور شيطانية نسيتوا أنفسكم ونسيتوا أن قرار تعيينكم ومصدر الجاه والمال والبرستيج الذي حظيتوا بهم جاء من مكتب رئيس الجمهورية اليمنية عبدربه منصور هادي، وبطبيعة الحال سيكون النزع والعزل والأسترداد من نفس المكان.
بعد عامين من الفشل في إدارة الجنوب، صار المجتمع الدولي على قناعة تامة أنكم لن تستطيعوا أن تديروا دولة بحدود ما قبل عام 1990، وبالتالي فالمخرج الآمن للجنوب هو الأقاليم عبر إلتفافكم وتأييدكم المطلق للشرعية، ونصيحتي لكم هي الركون إلى الهدوء وتنفيس الكفرات وإرخاء الصواميل وإرخاء الستائر وتنزيل الزجاجات ونزع النظارات والتقليل من تعاطي القات والعودة الى ضبط المصنع.
مهمة إستعادة الدولة لا تراجع عنها، وهي مهمة كل أبناء اليمن وكل دول المنطقة، وفي حالة التخاذل والإنصراف إلى معارك جانبية، حتماً سيداهم الخطر الجميع، والمرحلة مرحلة رجال دولة أقوياء أشداء صادقين واضحين في السر والعلن.