إلى المشحونين ضد قرارات هادي أقول لهم لولا هذا الرجل وقراراته الحكيمة لما رأى المجلس الانتقالي النور ، ولولا هادي وقراراته الحازمة لما جاءت عاصفة الحزم ولظللتم الطريق في زحمة الاحتلال .
فلقد اختصر القائد المسافات وتشكل الجنوب وبعناية هادي ، وعندما رأى القوم الجنوب قد استوى على سوقه حاولوا صنع البطولات ، ليقولوا للناس البسطاء نحن من جاء بالجنوب ، ولكن الحقائق لا تُغيب ولا يمكن لأحد طمسها ، فلولا هادي وسياسة هادي لأصبحنا مشتتين بين الداخل والخارج ولوزع لنا المحتل صكوك الخيانة التي كنتم تعرفونها إلى قبل عهد هادي .
لقد خرج الجنوبيون في عهد هادي في عاصمتهم وحرس هادي وشرعيته مسيرات الحراك ، وسلم مقاليد الحكم لهم ودعمهم بكل الامكانيات ، وقال لهم ابنوا وطنكم فلن تبنيه أيادي غيركم ولن تعمره المسيرات والمظاهرات ، ولكن فليضع الجنوبيون أيديهم في أيدي بعض وليبنوا الجنوب المجروح ، وبالفعل تعاون الجميع وعادت دولة الجنوب التي كانت في حكم المستحيل في عهد صالح .
لولا حنكة وجسارة هادي لتخطفتكم السهام ولدق الخصوم بينكم عطر منشم ، ولذهبت ريحكم ، فقفوا وبثبات خلف هادي فما يتمناه الخصوم اليوم هو وقوفكم في وجه هادي ، ولقد بدأتم تحققون لهم ذلك وبالمجان .
لقد شكلتم مجلسكم وكان الهدف منه استعادة الدولة ، فما بالكم جعلتموه خصومة مع هادي ؟
لولا هادي أيها الواهمون لما كان الجنوب بيد أبنائه ، فصالح كان يرفض حتى مسمى حكم واسع الصلاحيات فما بالكم بما جاء به الداهية هادي ؟! إذ جعل منكم أقليماً وتحكمون أنفسكم بأنفسكم ، فقرارات هادي جنوبية خالصة فلماذا هذه الهجمة على الرجل؟! فدعوه يعمل ألا يكفيه ما يعانيه من سهام وأقلام الخصوم .
لو سمح الله وذهب هادي فسيبكي الجنوبيون عليه ولات ساعة مندم ، وسنصبح نردد قول الشاعر : وفي الليلة الظلماء يُفتقد البدر ، فاحزموا أمركم وأعلنوا الولاء لهادي ، ولنساعد الرجل فهو يعمل لأجلنا فلا تخذلوه .
لولا هادي وفراسة هادي لما تزحزح المحتل قيد أنملة من جنوبنا الحبيب ، وقد أثبتت لكم الاحداث الترسانة التي بناها صالح للحفاظ على الجنوب ، وعلم الجميع أنه لولا هادي وعاصفة الحزم لمزقنا العدو شر ممزق ، فما أسرع ما تناسينا الجميل ، وبدأنا نكيل التهم واللعنات لهادي لقرارات اتخذها لم تأتِ وفق هوى النفس ، فما بالنا بالأمس عندما كان يأتي صالح بالمحافظين من كل حدب وصوب لم ننطق بكلمة ، وعندما جاء هادي بمحافظين من بيننا ومن أهلنا صككنا الوجوه وشققنا الجيوب ، لماذا هذا التناقض ؟!
كلمة أخيرة أقول للجنوبيين كل الجنوبيين سدوا الخلل ورصوا الصفوف ، وتعاونوا مع هادي وسيحتار عدوكم فيكم ، وإلا والله ستقضون سنينكم صراعات ولن تستفيدوا من عطايا ومزايا المرحلة مع الرجل الحكيم هادي ، فلا تغرنكم بعض الكتابات الرعناء ، فمرحلة هادي هي المرحلة الذهبية للجنوب فاستثمروها ، قلت قولي هذا حرصاً على الجنوب وأهله ، والله من وراء القصد ...