قد أسمعت لو ناديت حياً :

2017/07/05 الساعة 09:55 مساءً
ل بقلم / أنور الصوفي يتبارى الجنوبيون على الفشل ، ويرسمون طريق نهايتهم بإتقان لا نظير له ، فلم نعتبر من فترات سابقة مر بها الجنوب ، منذ صراع الجبهتين الذي استبدل لنا الاحتلال البغيض بالاحتلال الحبيب ، فعشنا فترة استقلال مشوبة باحتلال من الداخل وهذا ما صرح به المهندس حيدر العطاس في مقابلة له ، إذ قال إن الرئيس السابق صالح قد قال له : ما أن ترفعوا اجتماعاتكم إلا ويصلني ما كان يدور في الاجتماعات ، وهذا دليل على احتلالنا من الداخل . لقد تصارع الرفاق الجنوبيون وأكثروا من صراعاتهم حتى أدمنا الصراعات ، فالقاتل والمقتول من الجنوب والمغذي للصراع من الشمال . مرت تلك المرحلة بكل مآسيها ولم نعتبر منها بل كررنا الخطأ فترانا شذر مذر كل واحد يغني على ليلاه ، وينسب لنفسه الانتصارات التي تحققت في تحرير عدن والمناطق الجنوبية ، ونسينا أننا كنا مكملين لبعضنا . فلقد توحدنا ونبذنا من بيننا الدخن القادم من الشمال فحققنا الانتصار فاحتار عدونا فينا ، ولكننا فرطنا في هذه الانتصارات عندما شطحنا ونسبنا الانتصار لنا والفشل لغيرنا ، فاستغل الخصم خلافاتنا وشرع في النخر في عضد وحدتنا الجنوبية . لقد ركنا للخصم ونفر بعضنا من بعض فالهالة الإعلامية التي حولنا ربما يقودها ويمسك بزمامها الخصوم من المحافظات الشمالية ونحن نبارك هذا ونرفض كل ما هو جنوبياً خالصاً ، لقد أدمنا الركون للخصم في كل شيء وسلمناهم أهم وأخطر وأفتك سلاح ألا وهو سلاح الإعلام ، فبدت وسائل إعلامنا الشرعية لا يرى فيها الجنوبيون ، وأصبح محيط مسؤولينا الإعلامي يخلو من الأقلام الجنوبية ، وإن وجدوا فهم في الهامش . سلاح الإعلام أيها الجنوبيون لا يعدله سلاح ولا يضاهيه شيء في أية معركة فلنراجع حساباتنا مع إعلامنا ، فلا يمكننا تذوق السكر من بين جنبات الحنظل ، ولنستمع لقول الشاعر إذ يقول : إياك تجني سكراً من حنظل * فالشيء يرجع بالمذاق لأصله لقد تعبت أقلامنا وهي تكتب عن وحدة الصف الجنوبي والالتفاف حول شرعية هادي ، وتنقية الصف من الشوائب وما أكثرها ، فلن يبني الجنوب إلا أبناؤه ، فالخطاب موجه لكل الجنوبيين شرعية وكل فصائل الحراك ، فعلى الجميع نبذ الخلافات والعمل بتناغم الفريق الواحد وستتحقق النتائج المرجوة . فياليت خطابي هذا لا يصطدم بآذان صم ، وقلوب غلف ، لتتحقق آمال المساكين ، ولن يتحقق الهدف المنشود إن لم نتحد على كلمة سواء ، كتبت لكم وقلبي يعتصر حزناً على تضحيات الشهداء والجرحى وأنا أراها تهدر بسبب خلافاتنا ، فهل من رجل رشيد يجمع الكل تحت سقف واحد لنيل ما تمناه الشهداء ، وإلا سيظل حالنا كقول القائل : لقد أسمعت لو ناديت حياً * ولكن لا حياة لمن تنادي لملمت أحزاني وطويت دفاتري وأرسلت لكم ماجادت به أفكاري ، لعلكم تبنون عليها وحدة الصف الجنوبي ، والله من وراء القصد ...