عبدالوهاب طواف
إنطلق الحوثي في معاركه العبثية للسيطرة على السلطة من أساس طائفي بمبرر المظلومية وبدعم إيراني وتسهيل وتمهيد من عناصر طائفية داخل الدولة؛ وفعلاً إستطاع الوصول إلى القلب والسيطرة على أرض الشمال إلا أنه عجز عن تطويع القلوب والمشاعر.
إعتمد وقود من نوع خاص وقوي وفعال لإدارة وتشغيل مشروعه الطائفي؛ تمثل في جهل الناس وفقرهم وخصوصاً فئة الشباب الصغير في المناطق البعيدة عن العاصمة. اليوم وبعد سيطرتهم على السلطة؛ من المؤكد أن الحوثه سيطوروا وينموا نقاط ومكامن قوتهم، فركزوا بإستماته للحصول والسيطرة على منابع النشئ والشباب والمال والإعلام والسلاح؛ لنقل الجهل والفوضى إلى كل مدن اليمن؛ فكان لهم أن أختطفوا وزارات التربية والتعليم والشباب والرياضة والإعلام والمالية والداخلية والدفاع والجمارك والضرائب والموانئ في حكومة بن حبتور "العجيب" في صنعاء.
ولأن الجهل أداتهم الغعالة للسيطرة على المجتمع؛ سيديروا دفة الجهل والتجهيل عبر ضرب أساسات التعليم والتنشئة والتقويم والتثقيف والتدريب والتأهيل؛ وتسهيل الغش بخطط مُحكمة ومدروسة، لضمان خروج جيل عاجز وجاهل وفاشل ومتخلف؛ و بالتالي سهولة توجيهه وإقتياده الى مجاهل العبث والتخلف والإنحطاط.
الكثير أنزعج من عمليات الغش المنظّمة في الإمتحانات في مناطق سيطرة الحوثه، وتناسوا أن ما يسمى بوزير التربية والتعليم بحكومة الإنقلاب لم يُعرف له مؤهل دراسي؛ وكذلك أخيه عبدالملك قائد ما يسمى بالمسيرة القرآنية لم يدخل مدرسة أو يُشاهد وهو يقرأ سورة قصيرة من القرآن؛ ومؤهلاتهم الوحيدة هي دروس تلقين الطائفية على أيدي غلاة التطرف والتشدد المذهبي والطائفي في غرف مظلمة بعيدة عن أعين الناس.
نحن أمام كارثة حقيقية ستدك أساسات الدولة والمجتمع وستشرد جيل كامل من أبناء اليمن قاطبة؛ والتصدي لها مسئولية الجميع.
مايجري بفعل ممارسات الحوثه يتجاوز العقل والمنطق؛ والصراعات السياسية على السلطة؛ فنحن أمام ظاهرة شرعنة وتقنين الجهل والتخلف. اليوم الجميع وأولهم المؤتمر الشعبي العام مطالبين بالوقوف امام هذه الكارثة المدمرة للمجتمع اليمني. غداً سيتم رفض الشهادات والمؤهلات الجامعية في جميع دول العالم وسيتم رفض الطالب اليمني في الجامعات العربية والأجنبية؛ ولن يجد الشباب أمامهم إلا ساحات الحرب والتخلف الحوثية، لتدمير اليمن ومحيطها الإقليمي.