محمد عبدالله القادري
ثلاثة اعداء اساسية تستهدف اليمن ، ظهرت وبرزت واجتمعت في عهد فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ، واستهدفته بشكل كبير وهي نفس الوقت استهدفت اليمن بأكمله ولم تستهدف رئيسها بشخصه ، وسبب ظهور تلك الاعداء وبروزها في آن واحد ، يعود للمشاكل السابقة المتراكمة قبل تولي الرئيس هادي والاحداث والتغييرات التي شهدتها اليمن ، بل ان السبب الهام يأتي لتعارض مشاريع تلك الاعداء التي هدف كل منها هو الدولة مع مشروع الرئيس هادي الذي يسعى لبناء دولة يمنية قوية ذات نظام متقدم يحمل الحلول الجذرية لكل مشاكل اليمن وشعبه ويقطع الطريق امام اطماع اعداءه .
واولئك الاعداء الثلاثة هم :
الارهاب
الانقلاب
الانفصال
وهذا المثلث العداءي الداخلي لليمن يمكن تشبيهه بالبرد والجوع والمخافة ، او النطيحة والمتردية وما أكل السبع .
1- الارهاب : ظهر هذا العدو لليمن بعد تولي الرئيس هادي مباشرةً بشكل بارز ، بسبب تساهل وضعف استخدام النظام السابق له كورقة للابتزاز الخارجي والاستهداف الداخلي ، ولأن الارهاب وتنظيمه هدفه اقامة دولة متطرفة قد تخوف كثيراً من مشروع الدولة الاتحادية التي يحمله الرئيس هادي والذي من خلال نجاحه سيجعل اليمن بيئة غير مناسبة للارهاب والتوغل فيه ، فظهر نشاط الارهاب بقوة يستهدف الدولة ويقف حجرة عثرة وعقبة كؤود امامها ، واسقط محافظة ابين عدة مرات وثم حضرموت ، وحررتها الدولة واستمرت في الحرب على الارهاب حتى يومنا هذا ، ونستطيع ان نقول ان الرئيس هادي منذ توليه الحكم قد قطع شوطاً كبيراً وحقق نسبة كثيرة في استئصال هذا العدو .
2- الانقلاب : وهذا العدو توحد تحت كيانه طرفان .
الطرف الاول : عائلة صالح
الطرف الثاني : سلالة الحوثي
والسبب الذي جمع الطرفان هو التوحد في الهدف الذي يسعى للدولة والحكم والسلطة ، والتوحد في نظام الحكم الذي يحمله الطرفان كالعائلي الذي يظهر بالثوب الجمهوري والسلالي ايضاً الذي يدعي الجمهورية ، واتحد هذا العدو بعد تولي الرئيس هادي مباشرةً وعقد تحالفاته السرية واقام تنسيقاته التي من خلالها ظهر للعلن بعد نجاحه بقيام انقلاب على مؤسسات الدولة والرئيس الشرعي وسيطر على محافظات الشمال واتجه نحو الجنوب بعد سيطرته على بعض من محافظاته ، وقد قام الرئيس هادي بمحاربة هذا العدو عبر تحالفه مع التحالف العربي وقامت مواجهة عسكرية وصدته عن محافظات الجنوب التي سيطر عليها وبعض من محافظات الشمال كمأرب والجوف واجزء من محافظة تعز ، ولا زالت المعركة مستمرة لتحرير بقية اليمن ، ومن خلال القياس الواقعي نستطيع ان نقول ان الرئيس هادي قد حقق نجاحاً لا بأس في محاربة هذا العدو وقطع مسافة كبيرة في تحطيم عوامل القوة لديه .
3- الانفصال : وهذا العدو وجه ضرباته بقوة ضد دولة الرئيس هادي منذ بداية ايامها ، وحاربها قبل سقوط صنعاء من خلال التأييد والتنسيق مع بقية الاعداء التي تسعى لاسقاطها ، وبعد تحرير عدن من خلال الوقوف ضدها وتحريض الاعلام عليها وتعبئة الشارع وتشكيل الكثير من العوائق امامها ، ويهدف هذا العدو إلى اقامة دولة ذات مشروع تجاري فردي وتقليد انظمة سابقة فاشلة اقتصادياً وتنموياً وانسانياً ، وهذا الهدف يتعارض مع الهدف الذي يحمله الرئيس هادي في اقامة الدولة ، والذي من خلاله قطع نسبة كبيرة في محاربة هذا العدو وتقليصه واضعافه شعبياً وسياسياً ونفوذاً ، وترسخت اقدام الدولة الشرعية بقوة في الجنوب لتمهد الطريق نحو اقامة دولة اتحادية قوية شاملة جنوباً وشمالاً .
نستطيع ان نقول ان نظام الحكم الذي يريد الرئيس هادي ان يبني الدولة اليمنية عليه هو النظام الذي اتحد ضده ثلاثة انظمة سابقة كان تحكم اليمن . الأول : نظام حكم اليمن الشمالي قبل ثورة 26 سبتمبر .
الثاني : نظام حكم اليمن الجنوبي قبل وحدة 22 مايو .
الثالث : نظام حكم اليمن كاملاً بشماله وجنوبه بعد الوحدة وهو نظام صالح .
والثلاثة الاعداء هم عدو في الشمال وهو الانقلاب .
وعدو في الجنوب وهو مشروع الانفصال .
وعدو مشترك مابين الشمال والجنوب وهو الارهاب .
وهذه الاعداء كلاً منها يخدم الاخر وتربطها تنسيقات وترتيبات وعدة طرق للتواصل ، ورغم اختلاف مسمياتها ووبيئتها واهدافها الخاصة إلا انه جمعها الهدف العام وهو محاربة مشروع الدولة الذي يحمله الرئيس هادي ، ومن اجل وجود دولة يمنية تنقل اليمن وشعبه نحو المستقبل المنشود والواعد يجب ان تتخلص اليمن من اعداءها الثلاثة .