محمد عبدالله القادري
انتشار الفوضى والبلطجة والجماعات المسلحة والتقطع والنهب والاعتداء والقتل والاقتحام وارتفاع معدل الجريمة في العاصمة المؤقتة عدن ، هو دليل على فشل الاجهزة الامنية الناتج في الاساس عن فشل قيادتها ، وخلخلة الامن وزعزعة الاستقرار تعتبر كارثة ، فالمجتمع الذي يفتقد للأمن هو في الحقيقة يفتقد للعيش ، فالامن قبل الايمان ، والامان شرط للشعور بالاوطان ، فعندما تعيش بلا امن فانت تشعر انك تعيش بلا وطن اصلاً ، والوطن الذي لا أمن فيه لا خير فيه .
مستقبل عدن مرهون في تحقيق الامن فيها ، ومعدلات ارتفاع الجريمة مؤشر خطير يدل على الاتجاه نحو المجهول ، وتحقيق الامن يجب قبل تحقيق الخدمات الاخرى ، ومن لم يستطع ان ينجح في المسؤولية الأمنية ، فلا يجب ان يظل مسؤولاً ، بل يجب عليه المغادرة ، فاستمرار الفاشل هو استمرار في الفشل ، والامن قضية هامة ومسؤولية كبيرة ، لا تمنح البقاء للعاجزين عن القيام بتلك المسؤولية ، فبقاءهم معناه بقاء الجريمة وبقاء التدهور الامني .
ما يحدث في عدن من تدهور امني ، وما يشكو به الناس من معاناة جراء ذلك ، هو دليل واضح على فشل مدير أمن عدن شلال شائع ، كونه المسؤول الاول ، وكما هو معروف ان شلال عجز عن تحقيق الامن في عدن رغم الفترة الكبيرة منذ تعيينه ، وهذا ما يعني ان بقاءه في عمله لن يأتي بجديد ولن تتحسن عملية الأمن بل ربما ستتدهور للأسوء ، بالاضافة إلى كون الرجل استخدم العديد من الخطط ولم ينجح ، والنجاح لم يعد يتطلب خطط جديدة ، بل يحتاج إلى قيادة جديدة وهذا هو الامر الذي اثبت الواقع ان عدن تحتاج له في المجال الامني ، فهي لم ينقصها خطط ، ولا عناصر وقوات للحماية ، ولكن ينقصها قائد امني جدير بالمسؤولية وناجح في المهمة .
المفروض على شلال شائع عندما يجد انه فشل في القيام بواجبه في تحقيق الامن ، فعليه ان يقوم بواجب المغادرة من عمله والاستقالة وترك المجال لغيره .
الواجب الاول على شلال هو تحقيق الامن ، وان لم يستطع فالواجب الثاني عليه هو الاستقالة ، وكما هو معلوم انه فشل في القيام بالواجب الاول ، ويجب عليه الان القيام بالواجب الثاني ، فالاستقاله اشرف له قبل ان تقوم الجهات المسؤولة في الحكومة بالواجب الثاني نحوه وتقيله ، وهذا هو ما يجب اتخاذه باسرع وقت من اجل تحقيق الأمن في عدن .