حرصت طوال الفترة الماضية الابتعاد عن الاسلوب الاعلامي بتوجيه رسائلي عبر هذة الصفحة وحرصت ان تكون رسائلي عفوية وسلسه لتصل للعامه .
والتزمت الصمت رغم الاتهامات التي الحقها بي البعض من الذين لايهمهم وطن ولاابرياء تدفع ثمن حرب لااحد يعلم متى ستنتهي ..وكل همهم مصالحهم الشخصية فحسب .
ولكني اليوم اجد بأن لابد ان اتكلم باللغة الإعلامية التي لم تعهدوها مني من سابق لانها ستكون اخر رساله اوجها لاهلي واحبابي داخل الوطن بشكل عام وعدن بشكل خاص لان المعادله السياسية تغيرت .
فكروا بمستقبل اولادكم واستفيدوا من دروس الماضي وتذكروا بأن طريق الالف ميل يبدأ بخطوة .
كلنا نحلم بإستعادة الدولة الجنوبية بنظامها وثقافة وتحضر ابنائها ولكن هل سيتحقق ذلك دون ان تسبقة خطوات عقلانية نضمن للمواطن حقوقه ..ام انها مسألة تحدي وتصفيات حسابات والمواطن البسيط يدفع ثمنها بكل حرب ؟؟؟
اوصفوني بما شئتم لايهم ..المهم عندي كلمة الحق التي تعودت ان اقولها مهما كلفني الثمن .
فقد راهن (عفاش) قبل خروجه من السلطه 2012، على ان المراحل التي ستعقب خروجه من الحكم ، ستتحول اليمن الى كيانات مصغرة ،و مشاريع صغيرة ، و حالة من الفوضى و اللاستقرار...
و ذلك موثق في الكثير من خطاباته..
لكن العقليات العنترية ، و الامزجة العجيبة ، لا تقرأ التاريخ و لا تريد ان تستوعب ما الذي يمكن ان يحدث عقب الخطوات القادمة...
و أقول (هااااااااادي ) و للمرة الالف ، هو الخيار الامثل. لمستقبل الدولة الاتحادية ، التي تضمن لنا جميعاً تحقيق مشروع الاستقلال الناجز ، في ظل مشروع كونفدرالي ، يحقق التوازن المطلوب لرغبات ابناء الجنوب الحر ، و مشروعية احلامهم و تطلعاتهم....
لكن الاجتزاء المفرغ من محتواه ، هو الذي اوصل قضيتنا الى ما نحن عليه اليوم، فما يسعى اليه الحوثيون في الشمال ، هو الوجه الاخر لما يسعى اليه الزبيدي في الجنوب ..
و كلاهما يحلمان بدولة معزولة عن العالم وسط سخط دولي واسع النطاق ، فلا اعتراف و لا عمله و لا حدود و لا تمثيل دبلوماسي....
يا نااااااااااس....
النضال المفرط ، من اجل هدف بعييييييد ، يمثل انهاك للقدرات ، و اضعاف للقوى الوطنية التي تعمل عليه....
لماذا لا نمد ايدينا الى هذا الرجل (هادي ) و نوحد اتجاهاتنا و اهدافنا ، خلفه ، لعلمنا ان مالم يدرك جله ، لن يدرك كله....
الفرص السانحة لا تتسكع على الابواب ، و اللحظات المضيئة تحتاج الى قناص ماهر،يجيد فن الحسم في الزمن المناسب.
- هادي هو الذي شكّل النطاق الواسع لمنظومة الحوار الوطني ، و اعاد للقضية الجنوبية ألقها و زخمها و جعلها قضية محورية في مستقبل الدولة الاتحادية...
- هادي هو الذي افسح المجال لحالة الاستقرار الوطني بعد حروب سته مع الحوثيين الذي كانوا مشردين في الجبال و الجحور و جعلهم جزء من النسيج الوطني ، لكنهم خذلوه ، لانهم اذرع مطاطية تلعب على كل ماليس وطني و لا عربي بالمطلق ....
- هادي هو مهندس الصيغة الفيدرالية ، و قائد الدولة الاتحادية ، الذي نثق جميعاً انه عمد الى اعادة هيكلة الجيش العائلي و قزّم القيادات التي كانت محسوبة على النظام السابق و اصبحت تدير الوطن وفق مزاجها و رغباتها و اهوائها الشخصية و ما نعانيه اليوم هو جزء من تلك التركة الثقيلة ....
- تأخير الرواتب.
- السطو على البنك و سياراته التي تنقل الاموال الى الفروع في المحافظات المحررة.
-الانفلات الامني و حالات الاغتيالات و الاختطافات ،
- الدعوة لمكون المجلس التنسيقي خارج اطار الشرعية الوطنية..
****
كل تلك القضايا هي النتائج الحقيقية و الاولية ، لحالة الفوضى العفاشية و الارتجال الاهوج ، لخلق مزاج جنوبي رافض لمشروعية الرئيس (هادي )
يكفي ان نعرف جميعاً ، انه طوال عاميين من الحكم ، بذل اقصى طاقاته للوصول الى وثيقة الحوار الوطني ، السياج الآمن لمستقبل دولة الاتحاد ، التي من خلالها ، سيتحقق حلم الجنوبيين في استعادة مكون الدولة الجنوبية بقوانينها و انظمتها و حقوقها المسلوبة.....
لكن ماذا نقول لحطاب الليل : ....
(في قلوبهم مرض ، فزادهم الله مرضاً ،و لهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون ) صدق الله العظيم....
لا تضيعوا هادي من ايديكم....
فيضيع معه مستقبل الجنوب....
اللهم اني بلغت
اللهم فأشهد...