اسعد عمر
اعتقد ان الضرورة اليوم تفرض علينا الخروج من حالة التحسب والحرج تجاه التعاطي والتقييم لأداء الشرعية والتحالف في حسم حرب الانقلاب في اليمن التي طال امدها وتجاوزت في تأثيراتها وكلفتها المادية والبشرية حدود المعقول ولو بالتفوه بكلمات يسيرة تجاه ما يجب ان تسير عليه الامور لهزيمة جماعات الانقلاب نهائيا في اليمن وتحديد مستقبله وطبيعة دولته القادمة وشخصيته السياسية وحقه في استغلال وادارة مواره .
ومع كل الشكر والتقدير لدول التحالف العربي على الدور المحوري في دعم الشرعية واستعادة الدولة والمكلل بتحرير الجزء الاكبر من مساحة اليمن من سيطرة الانقلاب و ضرب مقدرات ميلشياته العسكرية والحد من متربات الحرب بتقديم المساعدات الانسانية اللازمة .
الا انني اجد في مقابل مشاعر الشكر والامتنان ووفقا لما تقتضيه الضرورة وجوب القول ولو من باب المبادرة بلفت انتباه قيادة الشرعية والتحالف العربي والتأكيد عليهم ان مهمة الاخير في سبيل دعم الشرعية واستعادة الدولة باليمن لا ينبغي ان تبقى محصورة في مستوى ادارته عند أعمال التدخل العسكري والامني والاغاثي فقط , فدول التحالف وبالذات منها المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة معنية بصورة اساسية الى جانب الشرعية اليمنية رئاسة وحكومة بادراك اهمية اللحظة في التأسيس لنمط علاقة سياسية جديدة بين ابناء اليمن واشقائهم في دول الخليج العربي من منطلق المصير المشترك .
واستدراك الفرصة التاريخية السانحة امام الجميع للعمل بجدية والوفاء بمتطلبات ذلك من خلال الاعداد لرؤية استراتيجية تضمن توائم المصالح وتوازنها بين اطراف التحالف خاصة اليمن ودول الخليج .
وانفاذها عمليا من اجل تحقيق التكامل بينها واستقرار اليمن سياسيا واجتماعيا واحترام خصوصيته واعادة بناء مقومات دولته المؤسساتية واعماره ورفع مستواه التنموي والاقتصادي الى مرتبة تؤهله ليكون فاعلا في المنظومة الاقليمية .
وعلى الرغم من ان المسؤولية الاساسية في ذلك تقع على اليمنيين خاصة الرئيس والحكومة ومجلس النواب والاحزاب الا ان على الاشقاء في التحالف ان يدركوا ان مردود عملهم تجاه حل القضية اليمنية سينعكس عليهم في نتائجه بحسب ما يقدمونه ويجسدونه واقعيا ومن نفس النمط ايجابا او سلبا .