موسى المقطري
يحسب علينا في تعز عامة والحجرية خاصة أننا لا نصنع لنا قادة ، ثم نصبح فريسة لاتجاهات وقيادات من غير جلدتنا ، فنصل للنتيجة الحتمية التي وصل اليها جيل الأباء لنصبح جنودا مخلصين لا غير ضمن مشاريع غيرنا ..
نحتاج لوقفة مراجعة مع انفسنا ..
خذوا مثلا وقيسوا عليه بالكثير .
الشيخ حمود المخلافي في تعز ، والمقدم امين الاكحلي في الحجرية .
الرجلان من انزه واشرف الرجال ، ومن القلة الذين تحت ايديهم مقدرات عسكرية ولم يستخدموها ضد احد ، ولو خالفهم او جاوز حده معهم ..
في تعز تعرض المخلافي للكثير من الخذلان ، ويكفي ان تعلموا انه رغم كونه قائد المقاومة بلامنازع لكن كان عليه ان يشتري السلاح والذخيرة الوارد من التحالف من ناس اخرين استلموها باسم تعز ، ثم رفعت ضده التقارير الخفية من قيادات سياسية ومشائخ ونافذين يختلفون معه ، ولم يمس احدهم يوما بسؤ .
وماخفي كان اعظم ..
ماذا لو أن تعز بكل مكوناتها القبلية والسياسية والشعبية التفت حوله ودعمت قيادته لكان تغيرت الكثير من الموازين ، وما وصل بنا الحال ان ننحرم من تواجده المثمر كشخصية جامعة .
المقدم امين الاكحلي يمثل نفس النموذج في الحجرية ، ومع كونه اتى من المدرسة العسكرية لكنه استطاع التعامل مع قضايا المنطقة بحنكة متفردة ، فاصبح لدينا نموذج فريد لقائد عسكري وشخصية اجتماعية تحظى بالقبول والاحترام والتقدير .
هو اليوم يمثل الحجرية خير تمثيل ، ويمثل الحجريين كلهم ، ويعمل بجهد لاجل تعز ، ومشروع الخلاص من التبعية .
ومع هذا لازال هدفا للكثير من ابناء الحجرية ذاتها ، ويتعرض بين وقت واخر للعراقيل ، ووصل الحد لتهديد حياته ، وهناك من يحاول رسم صورة قاتمة للرجل ، رغم بياض سيرته الناصع ، ولو استمرينا في هذا النهج فلربما ترك الرجل كل هذا الحيز الواسع الذي يشغله ، وعاد الى مترسه في جبل جرة !
ارائيتم أننا في أزمة…
لماذا نوجه سهامنا بين وقت وأخر تجاه قادتنا ، ونثير قضايا لا يحملون أوزارها ، ويحدث أرباب اللؤم "شوشرات" تجعل البسطاء يتشككون في سلوك هذه النماذج ، وهذا ينعكس سلبا على المجتمع فيتجه للبحث عن قيادات بديلة لها القدرة والسيطرة ، ثم تكون النتيجة الحتمية الارتماء في احضان مشاريع الغير .
لدينا في جهات تعز الاربع الكثير من هذه النماذج ، وبامكانهم ان يقودوا تعز لبر الامان بكل اخلاص وتفاني ، وفي المقابل لدينا قيادات كرتونية يتم صناعتها على عجل بين ليلة وضحاها ، وتزويدها بمستلزمات بسط النفوذ والسيطرة ، والواقع يشهد انها تقدم كل يوم دليل قوي ان المجتمع هو من يصنع القيادات الفاعلة وليس المال او السلاح .
لنكن صريحين أكثر ..
نحن نبعثر برصيدنا من القيادات النزيهة ، نقف في طريقهم لا خلفهم ، ثم نصرخ :
أين قيادات تعز مما يحدث ..
دمتم سالمين ..