*عبدالوهاب طواف*
نجاح المؤتمر في فعالية ال 24 من أغسطس القادم يصب في درب إستعادة السلطة في اليمن؛ وهي رسالة لإيران أن مشروعهم إندحر وفشل؛ وهي تذكير رنان للحوثه أن الشارع ضدهم؛ وسكوت الناس على ممارساتهم له أسباب كثيره ليس من بينها القناعة والموافقة على الصراخ والنهب وقصص الإصطفاء والفخذين والبطنين. وهي كذلك رسالة لقيادة المؤتمر أن له قاعدة شعبية تمكنه مِن الإبحار إلى المستقبل بدون حاجته للتحالف مع عصابة كهنوتية، وهي رسالة شعبية للشرعية لمراجعة سياساتها وتصحيح المعوج منها.
المؤتمر يظل حزب سياسي شعبي معتدل؛ نعم له أخطاء ككل القوى السياسية في اليمن؛ إلا أن البلد اليوم يحتاج لتوقيف نزيف الدماء ولتضميد الجراح وتوقيف الدمار وإنقاذ الناس وإستعادة اليمن من يد ميليشيات الحوثي ولصوصهم بإجراءات صادقة، منطلقة من الإستفادة والعِظة من أخطاء الماضي.
اليمن في حاجة المؤتمر كما هي في حاجة كل القوى السياسية الوطنية المؤمنة بالسلم والسلام.
قبل عام كان المؤتمر هو الحلقة الأضعف والمليشيا الاقوى؛ واليوم صارت المليشيا هي الأضعف وفي وضع مفلس شعبياً؛ وصار جل همها ممارسة هواياتها المفضلة وماتفهمه وتجيده، كالنهب وتفجير المنازل وإبتزاز التجار؛ وسرقة مخازن الدولة؛ ولأجل اليمن الواجب على الجميع مؤازرة المؤتمر ودفعه للإسهام الفعال لإعادة الحياة السياسية إلى الواجهة عِوضاً عن مواصلة الإندفاع في طريق الضياع والموت والتخلف والكوليرا وإفقار اليمن وأهلها الكرام.
لاشك ان المؤتمر إرتكب أخطاء كثيرة عندما كان في السلطة قبل 2011 وأخطاء خطيرة عندما خرج منها، إلا أنه بالمقابل للمشترك وقوى مابعد 2011 أخطاء كبيرة وخطيرة، وكل ذلك أدى لضياع الدولة
لست مع الحملة التي تُشن ضد المؤتمر وفعالياته الشعبية من قِبل بعض الأحزاب الواقفة مع الشرعية؛ فلايجوز لهم الإصطفاف مع الحوثه في معارضة ومحاربة الحشد الجماهيري يوم 24 أغسطس القادم.
الواجب على القوى السياسية العمل على التقارب مع الرئيس السابق وحزبه، وكيف لا والجميع يطالب الحوثي بالإنخراط في العملية السياسية وترك السلاح مع إختلافنا معه في كل شيئ؛ وبالتالي فالأَوْلَى الحرص على التصالح مع المؤتمر وقاعدته الشعبية الواسعة.
الدكتور بن دغر والدكتور القربي والشيخ سلطان البركاني وغيرهم من قيادات الحزب في صنعاء والرياض وغيرهم؛ لهم القدرة على لملمة شتات وشعث المؤتمر لما فيه خدمة اليمن وإستقرارها وإيقاف نزيف الدم اليمني.
مايحدث اليوم داخل صنعاء وفي الجنوب من عبث بالناس وبممتلكاتهم؛ تحتم على الجميع مراجعة النفس والتفكير الجدي في تقديم التنازلات لإنقاذ اليمن من التفكك والتجزئ والتشتت والضياع.