محمد عبدالله القادري
بغظ النظر عن أسباب واهداف ومتطلبات الزيارة التي قام بها فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي إلى دولة المغرب العربي ليلتقي بملك المملكة العربية السعودية سلمان بن عبدالعزيز ، حيث هناك دلائل وأبعاد في جوانب أخرى لتلك الزيارة وذلك اللقاء ، تتمثل في العلاقات والمشاعر المتبادلة والثوابت الراسخة والاواصر المشتركة .
الملك سلمان يقضي فترة اجازة في مدينة طنجة المغربية ، ولكنه استقبل الرئيس هادي وعقد لقاءه معه وهو خارج وطنه المملكة ، وهذا ما يدل على المكانة والاهمية الكبيرة التي يوليها الملك السعودي للرئيس اليمني من خلال التعامل معه تعامل استثنائي مختلف عن بقية القيادات للدول الذين لو كان لهم متطلبات او مناقشة موضوع فعليهم ان يلتقوا ويناقشوا مع من يقيم داخل المملكة اثناء اجازة الملك كالأمير محمد بن سلمان الذي ولاه والده ادارة شؤون الدولة ، او الانتظار حتى عودة الملك سلمان إلى المملكة بعد فترة الاجازة .
بينما يدل ذلك على العلاقات الاخوية القوية ، والمشاعر العميقة ، بين جلالة الملك سلمان وفخامة الرئيس هادي ، والتي لا يمكن يوماً ان تتزعزع وتتغير وتتبدل وتنقلب ، وستظل متماسكة ثابتة راسخة صامدة بين تلك القيادتين التي ستكون من خلالها متحدة في صفها وموقفها ومصيرها .
إذا كان هناك مطالب للرئيس هادي من ذلك اللقاء تتعلق في حل بعض المشاكل الحاصلة في الجنوب سببها التحالف العربي ، فإن تلك المطالب قد استجابت المملكة لها مجرد ان نوى الرئيس هادي للتوجه لذلك اللقاء ، والدليل وصول لواء عسكري سعودي إلى عدن قبل مغادرة هادي للرياض وتوجهه للمغرب ، وهذا ما يدل على ان المملكة لن تسمح وتتغاضى عن اي مشاكل تؤثر على الدولة الشرعية سواءً كانت ناجمة من بعض دول التحالف العربي او من غيرها ، ولن تخالف مطالب هادي ، ولن ينحرف التحالف العربي عن اهدافه المرسومة في اليمن ، وستظل السعودية قائدة التحالف درعاً حصيناً لليمن ولدولته الشرعية والرئيس الشرعي .
الملك سلمان والرئيس هادي قد أسسا لمرحلة جديدة في العلاقات الاخوية القوية بين السعودية واليمن ، غير قابلة للتشكيك والتفكيك ، وصعب ان تختلف او تتفرق ، ومحال ان يقف طرف ضد آخر .
لا خوف من التحالف العربي او على التحالف في ظل وجود جلالة الملك سلمان .
ولا خوف على اليمن والشرعية في ظل وجود فخامة الرئيس هادي .