فيصل العواضي
هل كان علي عبد الله صالح أو حزب المؤتمر يجهلان حقيقة الحوثي وحركته العنصرية حينما نكبوا الشعب بالتحالف معه والانقلاب على الشرعية والتنصل من كل المواثيق والعهود التي شاركوا في صياغتها ووقعوا عليها وفي مقدمتها مخرجات الحوار الوطني .
يفترض أنه خلال الحروب الستة التي خاضتها الحكومة مع الحوثيين والمؤتمر الشعبي حاكما كان يقود المواجهة يفترض أن المؤتمر قد خرج من هذه الحروب بتشخيص كنه الحركة الحوثية وطبيعتها لكن الأمر في تقديري له بعدين لا ثالث لهما وهذين البعدين متعلقين بتركيبة المؤتمر الشعبي العام وعلى النحو التالي .
البعد الأول عفاش ومن معه في قيادة المؤتمر من المنتمين للمذهب الزيدي ولا اقصد بالمذهب هنا منطقة لكنه الالتزام بجوهر المذهب الزيدي الذي يعتبر موالاة الحوثيين دينا وعدم مناصرتهم كفرا وكل من تجاوز هذا الاعتقاد لم يعد زيديا ايا كانت منطقته .
اما البعد الثاني وهو قاعدة المؤتمر من المناطق الشافعية والذين لم ينظر اليهم عفاش ومن معه في يوم من الأيام على أن لهم الحق كمواطنين وانما مجرد تابعين لا حقوق لهم ولا ارادة لهم وعليهم فقط ان يصفقوا للزعيم ويمضوا وراه الى حيث يريد حتى لو تحالف مع الشيطان فلابد أن يكونوا معه .
واعود هنا الى العلة التي تكمن في المذهب الزيدي الذي يتغنى المتغنون بمخسالة تسامحه مع بقية المذاهب معتبرين ان مجرد القبول بالصلاة معا هو التسامح لكن جوهر تعاليمه السياسية التي اصبغ عليها بعدا دينيا تعتبر قمة في الاقصاء والتشدد فمبدأ الولاية في البطنين وأن علي هو الوصي واعتبار ولايته بعد الرسول اصل من أصول الدين واعتبار مناصرة من يدعوا الى نفسه من سلالته دينا وعدم مناصرته كفرا هذه الأفكار التي خكمت علي عبد الله صالح وهو المريض بداء المذهبية والمناطقية ودعمه لتنظيم الشباب المؤمن اكبر دليل على ذلك.
ولكي لا تكون فتنة ويكون الدين لله فكل من لم يؤمن بهذه الأفكار من باناء الهضبة لم يعد زيديا بالمعنى الذي اشرت إليه فالمذهب اعتقادا وسلوكا وليس منطقة او قبيلة .
وقد كان تحالف علي عبد الله صالح مع الحوثيين نابع من البعد المذهبي والذي اضاف اليه المخلوع بعدا مناطقيا لكي يضمن ولاء اكبر قدر ممكن من قبائل الهضبة وقد سمعنا كلنا حديثه عن صاحب ابين ومقولة عبد الملك الحوثي لجمال بن عمر عن مناطق اب وتعز وتهامة وغيرها ان هؤلاء حقنا ونعرف كيف نحكمهم هما متفقين في الغاية وهي مسالة استعباد الناس وخاصة في المناطق الشافعية التي استطاعوا اخضاعها في فترات من التاريخ ومارسوا فيها أبشع أنواع ظلمهم بينما كانت الدول التي خكمت اليمن من هذه المناطق هي الدول التي حققت الامن والاستقرار واوجدت حضارة تعايش فيها الجميع .
لقد ظل علي عفاش طيلة حكمه يهيئ للإماميين الكهنوتيين كل سبل القوة التي تمكنهم من العودة الى الحكم والانقضاض على الثورة والجمهورية ونحن السواد الأعظم من ابناء الشعب أصبحنا نمارس التقية إن جاز التعبير فنرى تلك الممارسات بأم أعيينا ونسكت عنها كي لا يقال عننا مناطقيين وطائفيين وو الخ من التهم التي كانت جاهزة للإلصاق بنا وكانت السجون السرية مشرعة لتغييب الكثير ممن تم اخفائهم قسريا وظهر بعضهم بعد عشرات السنين .
واليوم أما آن للقطعان الساذجة أن تفهم ماذا يراد لها ومايراد منها وأهمس في أذن اولئك الذين يراهنون على الخلاف بين علي عفاش والحوثيين انهم واهمين فالغاية بينهم موحدة وقد يتجاوزون الاختلاف في الوسائل ويبقى خيار الشعب ورهانه على مقاومة المشروع الامامي حتى يتم هزيمته النهائية بايدي الأحرار من ابناء الشعب لا بخلافات المتامرين على الشعب والعاملين على استعباده وواد حريته وكرامته