أنور الصوفي
إن المتابع للقاء صالح الأخير يتبين له مدى انهزاميته، ومدى حقده على هادي، إذ لم يكن يتصور صالح إن هادي يمتلك كل هذا الدهاء، وكل هذه الحكمة، وكل هذا الصبر، لهذا أخذ صالح يصرخ من خلف شاشات التلفزة، ووصل به الحال أنه لم يعد له هم إلا الحديث عن هادي، فلا يكاد يخلو حديث صالح من التطرق لهادي .
لقد تغلب دهاء المارشال هادي على مكر الثعلب صالح الذي كان يظن الأمور تسير لصالحه، فنظر صالح ووجد هادي يسير بالأمور عكس ما كان يتوقعه من هادي، فمازال صالح يظن أنه هو الحاكم ولم يعلم أن عرش اليمن أصبح تحت قيادة المارشال هادي الذي وجه دفة السفينة عكس الاتجاه الذي يريده صالح، فجن جنون الرجل، فسخر خطاباته للنيل من هادي ومن إنجازات هادي، وهيهات له ذلك .
لقد ارتكب صالح انتهاكات جسيمة بحق هذا الشعب، فدُمرت البنية التحتية للمحافظات الجنوبية، ولم تسلم محافظات الشمال من عبث صالح، فحوصرت تعز والحديدة، وعمل هادي على استعادة الأمن والاستقرار للكثير من المحافظات، ولم يصدق صالح ما يحققه هادي على الأرض فأخذ صالح يهرف بما لا يعرف، ولم يبالِ هادي بخطابات صالح، فزادت انهزامية صالح، فبدأ مستسلماً ومنبطحاً للحوثي وجماعته، ولن ينفع صالح مكره هذه المرة، بل سينقلب عليه مكره، لأنه يتعامل هذه المرة مع أبناء جلدته في المكر والخبث، فجماعة الحوثي ديدنها المكر، فاستعان صالح بأهل مكر مثله، وسيتصارع الماكران بمكريهما، حتى يسقط صالح مغلوباً، لأن قومه أكثر مكر منه .
إن المتتبع لما يقوم به هادي من سياسات في قيادة اليمن سيجده ينطبق عليه قول الشاعر : نمشي الهوينا نجيب الوعل بقرونه، فهادي سار باليمن وسط متلاطمات شتى، هذا السير أغضب المتربص صالح فخرج صالح في مقابلته الأخيرة يهذي بكلامٍ أضحك المتابعين له، فلقد أصبح صالح في حالة يُرثى لها، فلقد ظهر مستسلماً، ومهاجماً لهادي، ولم يعلم المسكين أن هادي لم يعد يستمع لقهقة صالح ولا لحديثه المكرر، فالزمن زمن هادي، ولم يستوعب صالح هذه الحقيقة، ويا ليته يفهمها ويستوعبها قبل فوات الأوان ...