الإصِلَاح : حِزبٌ وفِعلٌ ومدرسةْ .

2017/09/12 الساعة 08:13 مساءً

آ 

▪موسى المقطري .

ثمة علامات فارقة في تاريخ الأمم والشعوب ، وما أضحت فارقة إلا لأنها صنعت أثراً ، وأحدثت فرقاً حين قُدِر لها الحدوث ، ومن هذه العلامات الفارقة في تاريخنا اليمني الحديث بزوغ شمس التجمع اليمني للإصلاح في 13 سبتمر 1990م كحزب يمني خالص استمد تراثه الثقافي من عمقنا الإسلامي والعربي .

بَنى الإصلاح فلسفته على ما يتناسب مع مرجعيات الشعب اليمني كشعب مسلم ، ومع المحيط العربي كقومية ضاربة في أعماق التاريخ الإنساني شرفها المولى تعالى حين اختارها حاملة لرسالته الخاتمة .

استمد الإصلاح من إشراقة الشمس بهاء الطلعة ، ومن شجرة البن ثبات الجذر ، ونفع الثمرة ، ومن جبال اليمن شموخ الهامة ، ومن موج البحر انسيابية القدوم ، ومقاومة العواصف .

في الإصلاح تجتمع مختلف فئات الشعب بداية بالمزارع البسيط الذي لا يجيد الا "فك الحروف" ، ووصولاً إلى برفسورات مختلف العلوم، وبينهما تجد كل التخصصات من مختلف المستويات والدرجات العلمية ، رجالاً ونساءً ، يحملون كلهم راية "الإصلاح" كحزبٍ وكفعل ، محبين وراغبين ومضحين .

مهما كنتَ متفقاً أو مختلفاً مع مواقف الإصلاح فلا مجال حين تقيِّم أداءه السياسي والتنظيمي إلا أن تؤدي له التحية ، وكأي نشاط بشري يحتمل الصواب والخطأ إلا أنه يمثل نموذجاً متميزاً لما ينبغي أن تكون عليه المنظمات المدنية ، مع كونه ينشط في بيئة سياسية متقلبة ومسمومة ، وغنية بالدسائس .

في الأداء السياسي وضع الإصلاح نفسه حيث ينبغي أن يكون ، فموقعه ثابت في صف الوطن ، معيناً للدولة بمعناها الوطني ، رافضاً اسقاطها تحت أي ظرف ، وبأي مبرر ، ساعياً للتغير دون التدمير ، يقدم دوماً احترامه للدولة كضامن مهم لتسيير مصالح الشعب ، معترضاً أن تحتكرها أسرة ، أو سلالة ، أو طائفة ، فالشعب –كل الشعب– صاحب الحق في البناء، وفي الإدارة ، آ وفي الثروة ، يختار بحرية من يمثله في ذلك .

خاض حزب الاصلاح مختلف أشكال العمل السياسي ، مشاركاً فاعلاً في كل الانتخابات رغم أنه يدرك أنها يشوبها ما يجعلها غير عادلة وغير منصفة ، وحين سألت أحد قادة الحزب عن هذه الإشكالية أجاب "أن الإصلاح يريد أن يرسخ فكرة الانتخابات كطريق آ للتغير باسلوب حضاري ، وسيناضل سلمياً لاجل أن تكون عادلة" .
ولا اخفيكم فقد أبهرني هذا التفكير .

مارس الإصلاح دوره شريكاً فاعلاً في حكومات عديدة ، ومعارضاً شريفاً لأخريات ، ومشاركاً في تكتلات مدنية ، وصاحب رؤية يبادر في طرحها في المعضلات التى تعترض اليمنيين، يقدمها قابلة للنقاش ، لا ملزمة للتنفيذ ، وظهر لامعاً في ابتكار وسائل التغيير السلمي حين انسدت أفاق التغيير عن طريق الصندوق ، وظل حاملاً لهموم الشعب في مختلف المراحل يحشد الطاقات لخدمة الوطن ، وإصلاح الخلل ، والتغيير نحو الأفضل .

وكشهادة للتاريخ فقد دفع ولازال يدفع الإصلاح في سبيل مواقفه الوطنية فاتورة كبيرة لن يتحملها أي كيان أخر، ولو كان في غير الإصلاح هذا الأذى لتحول آ أعضائه الى منتقمين لا يوقفهم شئ ، لكنه الإصلاح كمدرسة وطَّن أعضائه على تقديم مصلحة الوطن على مصلحة الفرد والحزب ، آ فلله دره ودرهم .

يعيش الإصلاحيون ذكرى تأسيس تجمعهم الرائد ، ولهم في هذه المناسبة احترامنا كشعب ، وتقديرنا كمتابعين ومقيِّمين ، وحبنا كمريدين في مدرستهم الوطنية ، وتحت الشمس الساطعة نرسل لهم التهاني والتبريكات .

. آ  آ  آ  آ  آ 🌷🌷
سلامي للإصلاحين في ذكراهم العطرة ، ولكل من يحمل هم هذا الوطن ، وإن لم يربطه بالاصلاح شئ ..

▪دمتم سالمين .

آ 

#اصلاحيون_لأجل_الجمهورية