*
*عبدالوهاب طواف*
خلال حروب الحوثي العبثية ضد أبناء اليمن وبدعم إيراني؛ تم تدمير مؤسسات وممتلكات الشعب اليمني وخلال عشر سنوات منذ بداية تلك الحروب حتى اليوم؛ عمد الحوثه إلى ترويج كثير من الدعاوى والمبررات لذلك العبث القاتل؛ وقاموا بعقد كثير من التحالفات؛ وتقديم الوعود وتسويق كثير من الأماني للشعب اليمني.
بعد 21 سبتمبر 2014 المشئوم؛ دفعوا باليمن جملة واحدة إلى بركة من الدماء وحفرة من النيران؛ طالت البشر والشجر والحجر.
بعد إنطلاق عاصفة الحزم؛ ظهرت كثير من الشعارات المناوئة للحرب والتي أستغلها الحوثه فقط لتعزيز قوتهم وسيطرتهم على مكامن المال والسلاح والقوى البشرية( المدارس؛ الجامعات؛ المساجد؛ مؤسسات الشباب). تباينت مواقف الناس وأختلفت الأراء حول مشروعية الحرب الخارجية وضبابية أهدافها؛ خصوصاً بعد تِكرار قصف ما لا يجوز قصفه وترك مايستوجب قصفه.
اليوم أقتنع الناس أن لا قدرة للحوثه بالعمل مع الآخرين والقبول بهم بعد تجلي وظهور وتضخم ممارساتهم ولصوصيتهم وطائفيتهم وعفنهم وضيقهم من أي أصوات تعارض عبثهم؛ حتى لو كانت صادرة من حليفهم القوي (المؤتمر الشعبي العام)، والذي لولا مظلته السياسية وكتلته البشرية الهائلة؛ لكانت الأوضاع اليوم مختلفة تماماً.
اقتنع الناس في الداخل والخارج أن الحوثه عصابة من المستحيل التعايش مع أفكارهم ومعتقداتهم الدينية المتطرفة.
ذكرى ثورة 26 سبتمبر المجيدة وحدت الجميع ضد تلك المليشيات.
اليوم الشعب اليمني في ضفة والحوثه في أخرى.
اليوم صارت المعركة بين الشئ ونقيضه؛ صارت بين الحق والباطل والنور والظلام والعدل والظلم والحرية والعبودية.
تحولت المواجهة إلى مواجهة يين العلم والجهل والتمدّن والتخلف والغنى والفقر والسلام والحرب والأمن والخوف والأبيض والأسود والنهار والليل.
صارت المواجهة بين الكتاب والملزمة والرئيس وولي الفقيه والوزير والمشرف والعلّم والشعار والنشيد الوطني والزامل والموسيقى والصراخ، وبين مجلس النواب ومجلس الحكماء والدكتور والسيدي والنظافة والقذارة والصحة والكوليرا والبنك والبدروم والقلم والبندقية.
هي معركة وجود بين الممارسة السلمية للسلطة وبين الممارسة التناسلية للسلطة؛ وبين السواك والبردقان والجامعة والجبهة والمراكز الثقافية والمعلامة وبين باص المدرسة والطقم والمشط والقعشة والمحبة والكراهية والتسامح والتباغض والعالمية والقروية والخليج وإيران والمستقبل والماضي وبين اليوم وبين الأمس والبرج والقبر.
وهي معركة بين 26 و 21؛ وبين أحفاد الزبيري واللقيه والهندوانه والسلال والقردعي وجمال جميل من جهة وبين حسن زيد وحمود عباد وأبوخرشفة وأبو الكرار من جهة أخرى. هي معركة بين الإعلام الحر والإعلام الحربي.
هي مواجهة بين السماء وركب السيد؛ وبين عالمية الإسلام ومدعي أُسريته. بين حلم الإمام علي كرم الله وجهه وبين خرافات الحوثي. معركة وعي مصيرية بين الوجود والعدم؛ وبين الحياة والموت.
وبالمختصر هي معركة فاصلة بين الشعب من جهة وبين الإمامة والعمامة من جهة أخرى .