فيصل العواضي
تواصل معي عدد من الزملاء والشخصيات التي اعتزبها كثيرا حول الدعوة التي أطلقتها لقيام مجلس حكماء حمير الأمر الذي عزز من حماسي للفكرة ومن هذا المنطلق اجدد الدعوة او اكررها منطلقا من جملة من الثوابت التي تجعل من فكرة قيام المجلس ضرورة تأريخية في مرحلة من أدق وأصعب المراحل.
هذه الثوابت تتمثل في إرث حمير التاريخي السياسي الذي كأنه يحاكي واقع اليمن اليوم من حيث التطلعات لبناء الدولة الاتحادية فلم تكن الدولة اليمنية في أبهى عصورها التاريخية الا دولة اتحادية ويكفي أن النقوش حفظت لنا اسم دولة سباء وذي دريدان وحضرمون ويمنت واعرابهم او مخاليفهم .
وقد يقول قائل أن هذا كان في عصر مملكة سبأ نعم لكن من تولوا حكم اليمن من لدن حمير ابن سبأ كانوا هم أولاد حمير وكان ابناء كهلان الوزراء وقادة الجيش كما حفظ لنا التأريخ ذلك بكل وضوح وقد كان نظام الحكم قائم على وجود مخاليف يدير كل مخلاف حاكم محلي يحمل لقب القيل وممثل عن الحكومة المركزية ويسمى الكبير وكان الأقيال يختارون الملك من بينهم .
هذا واحد من الثوابت فيما يتعلق بطموح بناء الدولة الاتحادية أما الثابت الآخر فهو الديمقراطية ومجلس الملأ الذي استشارته ملكة سبأ في أمر رسالة نبي الله سليمان عليه السلام أوضح نموذج لذلك كما قص الله علينا في القرءان الكريم فلم يكن الحاكم ايا كان رجل او امرأة لديه الصلاحية باتخاذ القرار دون الرجوع الى الملأ وهو أشبه ما يكون بالبرلمانات العصرية .
أما النموذج التنموي فقد عاشت اليمن أزهى مراحل عصورها الاقتصادية في العهد السبئي وبلغت الزراعة وهي شأن اقتصادي مبلغ أن كانت جنان ذكر الله في الكتاب المبين .
وحينما أعيد الى الأذهان التذكير بملامح من ارثنا التاريخي الملائم لروح العصر الذي نعيشه لا أدعو الى الغوص في أعماق الماضي وانما الاتكاء على هذا الماضي واستلهام ما يفيدنا في حاضرنا ويؤهلنا لتجاوز ما نعيشه والتاريخ سنن قابل للتكرار .
بقي موضوع او جانب ناقشني فيه بعض الأخوة الأفاضل وهو أن الدعوة قد تنطوي على بعد مناطقي او قبلي ومن باب التوضيح اقول اننا حينما نستدعي حمير ماض أوحاضر انما نستدعي اليمن بقضها وقضيضها فحمير صبغة صبغت اليمن كلها بصبغتها