عبدالوهاب طواف
منذ لحظة إستعادة اليمن من بين مخالب الهاشمية السياسية في ٢٦ سبتمبر عام ٦٢ وخلال خمسين عام؛ إستطاع أصحاب الولاية وخرافة الإصطفاء التغلغل في ثنايا المجتمع اليمني بسهولة ويسر؛ وتوزعوا على كل الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني ومؤسسات الدولة؛ وحتى على مجالس شيوخ القبائل؛ ورجالات المال والأعمال؛ والجامعات والمعاهد العليا؛ وكسبوا إحترام الجميع وعاشوا في مستوى معيشي رفيع لم يصل إليه حتى القلة من أبناء اليمن.
أظهروا المودة والسلوك الحسن والرقي والتواضع والحنية والحنان، بل كان الشهد والرِقة تتساقط منهم على الأرض التي يمشون عليها؛ حتى أصبحوا هم حكام اليمن وقادته الحقيقيون.
بل نجحوا في إختطاف اليمن وهم بيننا قادة ووزراء ومحافظين وسفراء ووكلاء ومعززين مكرمين.؛ ولم يُمسّ لهم طرف.
في صبيحة نكبة ٢١ سبتمبر ٢٠١٤؛ وبعد سويعات من نجاحهم بإختطاف السلطة؛ دفعوا بالجميع إلى هوة سحيقة من الدماء والدمار والخراب والفقر والفاقة والجهل والمرض والطائفية والمناطقية والفساد والبطالة واليأس والموت والمهانة؛ وفي لحظة شردوا نصف سكان اليمن.
في تلك اللحظة خلعوا ملابسهم وأخلاقهم ومودتهم وسحنهم ووجوههم السابقة وأستبدلوها بوجه وسلوك الإمام أحمد ياجناه. كشفوا عن وجوه كئيبة وقلوب سوداء.
وجوه مليئة بالبشاعة والشماته والغلو والتطرف وقلة الحياء؛ ولصوصية وتعالي بشكل لا يتصوره العقل. نهبوا ممتلكات الناس ودمروا كثير من المُثل والقيم والأخلاق والعادات والتقاليد المتوارثة عبر الأجيال.
لاشك أن لكل كارثة إيجابيات؛ ومن إيجابيات نكبة ٢١ سبتمبر مايلي :.
١.خروج تلك الوجوه من جحورها وتجمعها في ساحة الولاية والإصطفاء والإمامة؛ وبالتالي وضحت صورهم الحقيقية للجميع.
٢. صارت المعركة بين معسكر ٢١ سبتمبر الممثل للهاشمية السياسية وبين ٢٦ سبتمبر الممثل لأبناء اليمن.
٣. تبدد خلافات وتباينات ماحدث في ٢٠١١ بين الأحزاب السياسية في اليمن.
٤. إستشعار كل أبناء الوطن أنهم أمام جحافل بغي وتكبر وتغطرس؛ تحتم على الجميع التكاتف لإنهاء ذلك الوضع الشاذ.
٥. إجماع كل الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والقبائل أن الحوثه لا عهد لهم ولاميثاق؛ والتعايش معهم من سابع المستحيلات.
٦. نكبة ٢١ سبتمبر أدبت الكل وخصوصاً من سهل وعبّدْ الطريق أمام مليشيات الحوثه لإسقاط العاصمة؛ وأقنعت الكل بأهمية وجود دولة قوية تردع وتحمي الجميع.
٧. درس بليغ لدول الخليج في مسألة التساهل أمام الأطماع الإيرانية.
٨. إنتهاء حُلم الهاشمية السياسية في حكم اليمن.
٩. سقوط كل شعارات الحوثه ومظلوميتهم بعد أول شهر من النكبة.
١٠. أيقظت نكبة ٢١ سبتمبر المارد اليماني الجبار داخل كل منزل باليمن؛ وخلقت وعي سبتمبري جمهوري لم يكن ليستيقظ بسهولة ويسر.
١١. دفعت الجميع لإعادة قراءة التاريخ القديم والحديث.
١٢. أدت نكبة ٢١ لنسف كل معتقدات الهاشمية السياسية والتي بها أستطاعوا طمس تاريخ وثقافة وقومية اليمن لسنوات طويلة.
١٣. نكبة ٢١ كانت سبب لنسف خرافات الولاية والزيدية ومظلومية الآل؛ وفضح تسولهم للسلطة والمال بشخصية إسلامية يحترمها العالم كالإمام علي رضوان الله عليه.
١٤. في عامين صارت كلمة حوثي شتيمة وتُقرن بالنهب والسلب والطائفية واللامبالاة؛ وفشل الحوثه في كسب شخصيات يمنية محترمة إلى صفوفهم؛ وأقتصر جُل حضورهم بشخصيات هزيلة كالحبيشي والمشن والقيرعي وأمثالهم.
١٥. نكبة ٢١ حصنت وسيجت ودعمت ورسخت وعمدت وجذرت وعمقت أسس وقواعد وأهداف وجسم وروح ٢٦ سبتمبر لدى الشعب اليمني الأصيل؛ ودفعته لإحياء الذكرى ال ٥٥ بشكل غير مسبوووق منذ عام ١٩٦٢م وهو ما مثل إستفتاء شعبي يرفض حكم الحوثه وعبثهم؛ بل ويحتقرهم.
١٦. من شدة وقوة وسطوة روح ثورة ال ٢٦ من سبتمبر أنها أجبرت ألد أعدائها بالإحتفال بها والتغني بمنجزاتها.
ووصل الخجل بعناصرهم بالخارج أنهم يعرفوا عن أنفسهم بمسميات كالمحلل السياسي لا بقيادي حوثي.
لنتمسك بالثورة والجمهورية والشرعية وإلا فالبديل سلاسل وأغلال وجلد وياحسيناه وياعلياه وبقية الخرافات التي تعرفونها.