حُمى الانفصال تجتاح العالم!!!
بقلم/ أنور الصوفي
من أفريقيا كانت البداية بانفصال جنوب السودان، وقبلها كان انفصال أرض الصومال ولكنه انفصال لم يحظى باعتراف دولي، وانتشرت العدوى حتى وصلت لآسيا شرقاً باستفتاء الأكراد في العراق وتمددت العدوى حتى أوروبا فكاتالونيا تطالب بالانفصال من أسبانيا وعلى الرغم من أن هذا الأقليم الكاتالوني يتمتع بحكمٍ ذاتي إلا أنه لم يرتضِ بهذا الحكم وطالب بما هو أبعد وعلى الرغم من أن هذا الأقليم عاش فترة من الزمن متحداً مع أسبانيا، فهذه الفترة كانت فترة اختبار للاتحاد مع أسبانيا، فلم تأتِ ثمارها المرجوة فطالب الكاتالونيون بحق الاستفتاء على استقلال الأقليم استقلالاً كاملاً .
فياليتنا في الجنوب نتعلم منهم مثل هذا النهج ونتعلم من سيرهم نحو استفتائهم على دولتهم ونبني أقاليمنا في ظل الدولة الاتحادية وبعد ذلك لنا الخيار بالمطالبة بالاستفتاء على الانفصال، ففي هذه الأقاليم يتم بناء الدولة وتعزيز مكانة الأقليم ليستطيع استقبال أية متغيرات جديدة، فيجب علينا أن نتعلم من تلك الشعوب كيف بنت أقاليمها حتى وصلت إلى ماهي عليه اليوم من المطالبة بما هو أبعد وهو الاستفتاء على الاستقلال .
إن الأقاليم تعني شيئين اثنين أما بناء دولة اتحادية ناجحة، وأما أن كل أقليم يشرع في المطالبة بالاستفتاء لاستقلاله عن الدولة الاتحادية، فالكاتالونيون رغم نجاحهم إلا أنهم يرون في استقلالهم نجاحاً آخر يضاف إلى رصيدهم، فالأقلمة تعني التأسيس للنجاح في دولة اتحادية ناجحة أو الانفصال وبناء دولة مستقلة ناجحة، فياليتنا في الجنوب نسعى مثلهم للنجاح والسعي للبحث عن نجاح الأقاليم الذي جاءت به مخرجات الحوار الوطني، أما المطالبة بانفصال قبل التأسيس له فقد أثبتنا فشلاً ذريعاً في إدارة شؤوننا قبل أن ننفصل، فعلينا أولاً أن نخطو خطوة التأسيس، فالأقاليم في ظل دولة اتحادية يمثل انجازاً كبيراً للباحثين عن النجاح، وإن ظللنا في جنوبنا الحبيب نبحث عن الشعارات الكاذبة، فسنظل نرددها ولن تحقق لنا شيئاً إلا مزيداً من انعدام الخدمات وتأخر البلد عن النهوض والمواكبة، فخطوة خطوة أيها الجنوبيون وسنصل بإذن الله ...