بقلم / الخضر بن حليس. ▪إن الفاحص المنصف ،والمتأمل البصير يجد أنه لم يعد هناك مشروع وطني خالص من الشوائب ، نقي من الطحالب ، سوى مشروعكم الوطني الواعي . ▪نعم على الرغم مما فيكم إلا أنكم غدوتم، العرق النابض ، والنفس الهادئ ، والنهر الجاري بالماء العذب. لقد أقام الجميع طواحينهم لطحنكم ، واقتنوا المواقد لحرقكم ، ونفخوا في نيرانهم لالقائكم فيها . ▪كل ذلك الغيظ ، خوفا من جسمكم الصحيح ، ومن توازنكم الدقيق ، وخبراتكم المتعددة، وانتشاركم الواسع. ▪إننا نسمع نداءت من هنا وهناك تجاه مايحدث أين الاصلاح ؟! أملا في الانقاذ ، وثقة بغيرتكم ، ويقينا بمقدرتكم ، وإيواء لكهف صدقكم. ▪وفوق الذي قدمتموه وتقدموه فإنا نطمع منكم المزيد . ولن نطلب ذلك من غيركم .لأنا إنما نطلب من قادر ،ولا يحقق أمانينا إلا كفئ. 💠فيا أيها الإصلاحيون: ▪أطلوا على الناس بأخلاقكم تبطلون ماصنعوا من السحر . ▪نحن نعتبركم بشرا من بني جنسنا تخطئون وتصيبون ، فسددوا وقاربوا ما استطعتم ،وإن حاكمناكم اليوم فإنما نحاكمكم إلى أدبياتكم. وقد كشفت لنا براقع الاحداث صدق وجوهكم ، وسلامة طويتكم. ▪فلتتسع صدوركم لعتابنا، وصدق نصحنا على مافينا. 🔋أولا :أقيموا القيم في نفوسكم وحققوها بدواخلكم وأنشأوا لها كيانا حقيقيا في تعاملكم وسلوككم. ▪ترجموا قيم الاسلام الكبرى مثل الحرية والعدل والاحسان ...إلى لغات حية مفهومة لنستوعب ماتدعون اليه. ▪أرونا منكم نموذجا قيميا حيا فيكم وفي تعاملاتكم وسلوككم في كل مكان وصلتم إليه ،وفي كل وظيفة توليتموها وفي كل عمل وكل إليكم. فقد (شبعت الآذان والعيون جائعة). ▪إننا نشكوا سوء تصرفات فردية تصدر من بعضكم ،أساءت إلى منهجكم واعتقدها الناس تطبيقا عمليا لفكركم ، فراقبوها بدقة واعملوا على تنقيتها وتطهيرها من أفرادكم . 🔋ثانيا : يجب أن تسعوا الناس وتتسعوا لهم وتتنازلوا عن بعض حقوقكم من أجلهم ، خلصوا نفوسكم من ثقافة الاقصاء ، مدوا أياديكم للجميع في خلق حسن ، وتعامل جم ، وأدب راق. ▪قدموا أنفسكم للشعب على أطباق أخلاقية مثالية تنضح ثقافة وقيما، وخلقا وسلوكا، لا لغرض من الدنيا وإنما ابتغاء وجه ربكم الأعلى. ▪رسخوا عمق الانتماء ، وصدق الاعتزاز بالهوية ، والسمت الفذ ،ولا تخفوا ما أنتم عليه من الحق ، خوفا أو خشية من الناس . 🔋ثالثا: ابتعدوا عن كل مدمرات القيم ، ناسفات الأخلاق ، مبيدات المبادئ ، مهلكات الحرث والنسل . تقدموا حملة مشرع واعي أتقياء أنقياء ، تذيبون جليد القصف الاعلامي بشمس نبلكم ، وتفتتون حصى الشائعات بشعاع صدقكم ، وتدكون بنصاعة إصلاحكم أسوار التهم . ▪إني لأرجو الله - على بشريتكم - أن تكونوا خير من يدب على الأرض ، وأرقى من يمشي في مناكبها. قولا وعملا ، ومعاملة وسلوكا ، وصدقا وصراحة. وأن تسيروا على الخطوط الرئيسية بكل شفافية ووضوح ، لاتعرفون الشوارع الفرعية ،ولا الأزقة الملتوية. ▪وإني لآمل أن تصل حروفي هذه إلى كل فرد من أفرادكم فيحملها محمل الجد ،ويفتش عن نفسه فيطارد فلول الإهمال ، ويحاصر فيروسات الجهل ، ويحطم اعذار التبرير ، ويردم حفر الحيل ،ويتبنى القيم خطا وطريقا لايساوم عنها ، ولايلتمس لنفسه المعاذير. في بيته ،ووظيفته والمجتمع من حوله. ▪سدد الله خطاكم والله معكم ولن يتركم أعمالكم .وإني بكم لمعجب.