-------------
تجري اليوم محاولات حثيثة لإستعادة الجنوب كما تم بناءه في الواقع والوعي بعد الإستقلال مباشره.. لكن هل يعيد التاريخ نفسه؟!!!
حينما وصل علي عنتر في نهاية الستينات من القرن الماضي إلى الصعيد كانت المشيخة (مشيخة آل فريد) أطلال تنعق عليها الغربان، ومن أستقبل عنتر هم شباب الجبهة القومية الذين كانوا - بغض النظر أختلفنا أو أتفقنا معهم- كانوا يحملون مشروع توحيد سلطنات ومشيخات محمية عدن البريطانية، ثم أقامة دولة وطنية يمنية في هذه البقعة الممتدة من رأس ضربة علي شرقاً إلى باب المندب غرباً. كان عنتر حينها هو رسول اليمننة الهوية الجامعة التي جمعت شباب التيار القومي حينها، وبهم وبهذه الهوية تحقق الإنتصار وقامت الدولة أكرر (بغض النظر أتفقنا أو أختلفنا مع ما حصل).
عيدروس يأتي اليوم على خطى سلفه عنتر لكن من يستقبلة هو زميلة صالح فريد شيخ مشيخة العوالق، ويستقبله تحت رأية الجنوب العربي، يستقبله كزميل له في مجلس أُنشئ في غرفة مخابرات خارجية.
كان التاريخ في نهاية الستينات يمشي بشكل طبيعي وعلى وجهه، لكنه اليوم يمشي على (قفاه) أن جاز لنا التعبير.. فماذا يجري؟!!!
الضالع تريد إستعادة السلطة وليكن الجنوب ما يكون، المهم عندهم أن يستعيدوا السلطة ويتخلصوا من عدوهم التاريخي المتمثل بـ (الزيدية)، وهم في سعيهم لإستعادة السلطة يقولون للمشائخ والسلاطين سنعيد لكم دولتكم، ويقولون للطبقات المسحوقة في المجتمع سنعيد لكم دولة الحزب العادلة، ويقولون للمرأة سنعيد لك المجد الغابر، ويقولون للمتدينين الأسلاميين هاهو بن بريك السلفي القاعدي المتشدد الذي يمارسه التصفيات حتى اللحظة بدعمهم نائباً لعيدروس.. المهم أن يستعيدوا السلطة!!!
أصحابنا بن فريد وبن لملس ليس لديهم شي غير ظرفين أستلموهما من أبوظبي أحدهما فيه نقود والآخر فيه توجيهات أن نفذوا ما يؤمركم به عيدروس، وهكذا ثبتوا علينا التهمة التي ساقوها علينا الضوالع طيلة الخمسين سنة ماضية بأننا مرتزقة لا أكثر.. نعم مرتزقة يتبعون شخصية مناطقية لا تختلف في جوهرها عن شخصية الحوثي الطائفية وهم أنما ينفذون تعليمات خارجية لا أكثر...
البعض سيصرخ منتقداً وأقول له لماذا لا يكون صالح فريد رئيس المجلس؟! ألا يمثل شبوه وهي المساحة والسكان والثروة والتاريخ وكل شي ويقود رمزياً أكبر قبيلة في الجنوب، مقابل عيدروس القادم من زبيد الضالع التي ليس بها إلا الأحجار والرياح وبضعة حوائط قات. لماذا لا يكون بن فريد؟! كان يستطيع أن يكون لكنه رضي لنفسه بهذا الدور الصغير الذي لا يشرف أسرته ولا يشرف العوالق أو شبوه ناهيكم عن الجنوب الذي زرعناه صافياً نقياً في الوعي الجمعي وناضلنا من أجله ويأتي هؤلا بجنوب مشوه يعيد المناطقيون على ظهور الناس لم ولن يصلوا إليه فهناك شعب واعي عرف من يناضل من أجله ومن يتاجر به، والحل باليمن الإتحادي بالستة أقاليم والميدان بيننا وأن غداً لناظره قريب.
#صالح_الجبواني