السعودية وإيران

2017/10/24 الساعة 03:03 مساءً

 

بقلم/ عبدالوهاب طواف 

منذ بداية حروب الحوثي العبثية ضد أبناء اليمن، وبدعم إيراني عام 2004م وحتى يومنا هذا ونحن نسمع التبريرات تلو الأخرى لشن تلك الحروب. اليوم يبرر الحوثه سبب دفعهم لليمن إلى فوهة البركان جاء لقطع اليد السعودية من اليمن.!

في أول لحظات وصولهم إلى صنعاء في أواخر عام 2014 وحجزهم للرئيس وللحكومة؛ وحلهم لمجلس النواب وإستبدالهم كل ماسبق بلجنة ثورية حوثية؛ طار الصماط وفليته إلى طهران وعبر طائرة إيرانية ليوقعا هناك على 590 إتفاقية بين بلادنا وإيران؛ ومن ضمن تلك الإتفاقيات تسيير 27 رحلة جوية في الأسبوع بين البلدين؛ مع العلم أنه لا يوجد في إيران إلا 68 طالب يمني .!
قبل عام ونصف؛ حمل محمد عبدالسلام الى ظهران الجنوب بالمملكة العربية السعودية ملف يحوي مطالب عبدالملك الحوثي نظير قبولهم بالإنخراط في عملية سلام تحمي اليمن ومقدراتها. طلب الحوثي أن يكون هو الحاكم الأوحد لليمن ويكون هو القناة الوحيدة في التواصل يين اليمن والسعودية؛ وطلب مليارات من الدولارات نقداً تُسلم إليه لإعادة الإعمار والتعويض كما سماها. تعهد للمملكة بالتخلص من كل الأحزاب وعلى رأسها المؤتمر الشعبي العام.

منذ عام 2003؛ عاثت إيران في العراق ونهبت ثرواته الهائلة وقتلت العلماء والدعاة وضخت الطائفية والكراهية والحقد وشردت الملايين إلى الخارج ؛ وتحول البلد  إلى أخطر بقعة على الأرض. 
اليوم هاهو العبادي رئيس الوزراء العراقي يصل الرياض مع 75 مسئول في رحلة أمل لإنقاذ بلدهم من مآسيه وهمومه التي فتكت به سياسات إيران وأذرعها هناك.

دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية  إستضافت حوالي 5 مليون يمني؛ وأستضافت الملايين من الشعب السوري والعراقي واللبناني والرهوينجي؛ كما أن الأعمال الإنسانية الخليجية وخصوصاً السعودية تمثل العمود الفقري لمعظم مخيمات اللاجئين في الدول الأخرى. 
لم نسمع أن إيران إستضافت أحد على أراضيها أو قدمت مساعدات إغاثية وإنسانية هنا أو هناك؛ فقط قدمت سلاح وألغام ومتفجرات ومخدرات وثقافة حقد وفرقة وتشتت وضياع وموت ودمار؛ وكل ما يمت إلى الموت والفناء بصلة؛ بالرغم أنها صاحبة الفضل في إشعال الحرائق في كل دول المنطقة.

الحوثه دفعوا باليمن إلى بركة من دماء لقطع العلاقة مع المملكة حسب زعمهم؛ في الوقت الذي نجد فيه أن معظم مكونات الشعب العراقي يتوافدون يومياً إلى المملكة لنسج علاقات تعاون مشتركة لإنقاذ بلدهم من عمائم الموت والخراب الإيرانية. 

لا قدرة للحوثه على العيش والإستمرار والتطور إلا في بيئة مليئة بالأحقاد والحروب والمآسي والفقر والجهل والفرقة. سيتخلصوا من المؤتمر الشعبي العام في أول فرصة يجدونها؛ وسيعملوا على نسف كل مبادرات المجتمع الدولي لإحلال السلام لضمانة بقاء الأوضاع في اليمن كما هي؛ ليقينهم المطلق أنهم مرفوضين شعبياً؛ ولن يجدوا لهم محل في مستقبل اليمن في حال توقفت الحرب وحل السلام.
اليوم الجميع مطالب بالوقوف في خندق واحد  لإستعادة الدولة؛ ومن ثم الإتفاق على تقاسم السلطة عبر الأطُر القانونية المعروفة؛ مالم فالضياع هو مصير الجميع.