قلبي يحترق بهمك يا عدن , وأنا أراء شلال الدم لازال يتدفق فيك , وأرواح أبنائك لازالت تزهق من أخوتهم في الوطن, في سيناريوهات تخفي في طياتها الكثير .
كيف لإنسان طبيعي واعي كامل الأهلية يبتهل بموت الأخر , ليعيش هو متسلطا ,ويفكر أن ينتصر على شركائه في الوطن , هذا التفكير بحد ذاته مهزوم الفكر والنهج , لا يؤدي سوى لهزيمة وطن ومشروعه .
خلقنا أحرار وسنموت بإذنه تعالى أحرار , لم نرتهن للاستبداد والطغيان , بل صبرنا علية حتى تمكنا منه , ولن نرتهن للتبعية والأطماع والسيناريوهات الخفية التي تخفي في طياتها الكثير والكثير من الشكوك .
حلمنا في التحرر والاستقلال حلما قديم يداعب مشاعرنا ولكنه منضبط بعقولنا , ترسمه أحلامنا وطموحاتنا العقلانية , لن نقبل أن نكون ضحية أوهام ودغدغت مشاعر واستغلال أوجاعنا وآلامنا , لنقتل بعض ونستمتع في حياة تقهر أخنا وتظلمه في فكره وطموحة وأماله وحياته المنشودة .
دولة النظام والقانون هي الكفيلة في محاربة الفساد والإرهاب ,بعيدا عن استخدامها سياسيا ضد الأخر , الصادق في محاربة الفساد يبدأ بنفسه ويبرئ ذمته , خاصة الذي كانوا في السلطة ولم يقدمون كشف حساب واستلام وتسليم لازلت ذمتهم غير بريئة .
الأرواح التي أزهقت والدماء التي تهدر ومسلسل الموت الذي لازال مخططه يحاك بين أبناء الوطن والأرض الواحدة لا يرضي وطني غيور على الأرض والعرض والكرامة والعزة والحياة , لا يرضي غير حاقد .
الم تشعر أخي الوطني بإلأهانة بفقدان الإرادة الوطنية لنتحول لمجرد أتباع مرتهنين لأجندات صراع خارجي يجرنا بعيدا عن الهدف , في مشهد قادة ورجال مرغوا أنوف أعدائنا وطردوهم من أرضنا الطاهرة هم اليوم صاغرون أمام أقزام أطماع الإقليم و يراد لهم الاستسلام لأجندات لا علاقة لها باستعادة وطن وشرعيته واستقلاله , للحصول على تعويض للشهداء الذين سقطوا في ارض معركة تؤسس لثارات تراكمية , ومسلسل متواصل من نصر وهزيمة الإخوة .
لن ينتصر وطن بقهر وظلم الشريك , لن ينتصر وطن دون قبول الأخر والتصالح والتسامح والتوافق على صيغة مشتركة للتعايش معا في وطن يجمع لا يفرق يلم لا يشتت , يعز ويكرم لا يهين ويظلم .
من يعتقد انه امتلك القوة ودعم خارجي وقادر على إخضاع الآخرين لما يريد فهو واهم ومريض , فقد كان غيرك اشطر , عفاش والحوثي ولازالت لديهم القوة , لكن أرضنا هزمتهم , هزمتهم وحدتنا وتماسكنا وإيماننا بالله ثم بمشروعنا المشترك الذي واحد الصفوف والقناعات والإرادة , وبعدها برزت مشاريع محبطة للأخر , مشاريع إلغاء وتهميش واتهام وتحريض وتحشيد ,مشاريع فرز وتوزيع صكوك الوطنية والعمالة , ها هي اليوم تؤدي لقتل وتصفية وظلم وقهر للأخر , مشاريع تحمل أجندات غامضة , ترتهن لصراعات إقليمية ما لم تكن دولية , كجزء من مخطط تدمير المنطقة , وأخاف أن نسير في نفس منحى سوريا وليبيا والعراق ما لم نكن نسير بعبط في نفس المنحى .
لن نسعد بوطن دون توافق وشراكة , ونظام وقانون يحكم العلاقات وينظم الإرادات ويضمن للجميع الحقوق والواجبات , وطن يستوعبنا جميعا أطياف سياسية وفكرية واجتماعية فيه التنوع ينتصر للجميع .
احمد ناصر حميدان