الشرعية والتحديات

2017/11/06 الساعة 11:52 مساءً


ثرنا للخلاص من الاستبداد والنفوذ و العنف والعنف المضاد , من سطوة الزعيم والطائفة والمنطقة , لنُغلب الحكمة والتروي عن الاندفاع والتهور , والمصالح العامة عن المصالح الأنانية الخاصة .
نحتاج قيادة متبصرة للهدف , ترفض الانجرار في متاهات بعيده عنه , تبتعد قدر المستطاع عن التناقضات السلبية لتنزع كل فتيل أزمة تعترض المسار , تقف على مسافة متساوية من كل الأطراف , تحكم العقل والمنطق ,تلك هي مساعي فخامة الرئيس التوافقي عبد ربة منصور هادي , كحامل لمشروعية التحول للمستقبل المنشود , ومخرجات حوار تلبي قناعات الشريحة الأعظم من الطامحين والحالمين بالدولة الضامنة للمواطنة   
للرئيس حكمته وحصافته، اتفقنا أو اختلفنا معه،  يكفي انه خيب ضن الاستبداد، واختار أن يكون مع إرادة شعب،  قدر أهمية المسئولية التاريخية الملقاة على عاتقة لإخراج اليمن من براثن الاستبداد والطغيان والفساد، رئيسا توافقيا في مرحلة صعبة والوطن ممزق والنسيج الاجتماعي والوطني مشروخ , وطن يكابد تحطيم قيود الماضي العفن بأدواته وأثاره وأمراضه وتداعياته , تقلد السلطة في بيئة طائفية مشحونة ترفض احتضان المشروع الوطني والحكم من خارج انتمائها العرقي ,بحكمته استطاع أن يلملم شتات القوى الوطنية الطامحة للتغيير والدولة الضامنة للمواطنة، استطاع اختراق هذه البيئة واخرج منها بذور خير وسنداً لتغير الواقع , تعرض لهجمة شرسة وتشويه متعمد  لذاته و للمشروع الذي يحمله , هذه الهجمة كشفت لنا حقيقة المنخرطين فيها , وحنينهم للماضي العفن والاستبداد والتسلط على الأرض والإنسان والسلطة والثروة .  
الشرعية مؤسسة تحمل مبدأ وقيم في مشروع وطن , ليست أفراد , الأفراد زائلون في أول صندوق انتخاب نزيه وأمين , العداء للشريعة هو عداء لمشروعية التحول والتغيير ,التي تعطينا الحق القانوني والدستوري والدعم الإقليمي والعربي و ألأممي لنكن أو لا نكون .
لكل عمل صادق وجاد سلبيات وإخفاقات , تحكمها الظروف المحيطة الموضوعية والذاتية , يحكمها الالتفاف الشعبي والجماهيري والقوى السياسية القادرة على تجاوز ماضيها لتنطلق للمستقبل , بقناعات و وعي وقدرة للتحول والتغيير .
التحديات كبيرة بحجم وطن , فينا القادرون والواعيين , والجهلة والمتخلفين , وفينا المتربصين ولديهم مشاريعهم الخاصة , يتحينون الفرص للانقضاض , قوى خارجية وداخلية , مستغلين مرحلة بناء المؤسسات ونتائج الحرب من غياب مؤسسات وهشاشة البنية , مستثمرين الأعراض الجانبية لعملية التحول , مستغلين أحقاد وثارات الماضي , لفرض أمر واقع يخدم مشاريعهم الصغيرة  .
 هذا هو واقعنا المخزي , الكل يريد أن يفرض كيانه كبديل للشرعية و للدولة ,فيغيب الدولة ويعيقها ويرمي فشله عليها ثم يقرر أن يحاسبها في مفارقة غريبة , وفي نفس الوقت يقدم نفسه وصيا على الوطن ومصيره ومستقبلة ومحاربة ظواهره السلبية ,ويرتكب أخطاء جسيمة في فرض كيانه وقناعاته بنزق واستفزاز للأخر ليصنع تصادم وصراعات تختفي الدولة خلف غبارها .
كلما تقدمت الشرعية خطوات للأمام نجد أذنابها تتحرك في المناطق المحررة لتخلق زوبعة تثير غبار الفتن لإيقاف هذا التقدم نحو الحسم , بمؤامرة خارجية وأدوات داخلية , يدفعون للعنف، وللرئيس حنكته وسياسته الحكيمة لتفويت الفرص عليهم ,أحرجهم فكشفوا عن أقنعتهم وكشروا بأنيابهم  .
الدولة هي الكفيلة بمحاربة الإرهاب والفساد , بمؤسسات وتشريعات , ومشاريع تنوير وتثقيف وبنا الإنسان القادر على تحطيم قيود التعصب والغلو , القوة والسلاح تحتكره الدولة لحماية الجميع والقانون والنظام الذي ينضم العلاقات .
المليشيات بقوتها وسلاحها خارج أطار الدولة تتحول لمشكلة عصيبة , ومنها يجد الإرهاب بيئته والفساد من يحميه , حينما يغيب النظام والقانون وأدوات العقاب الثواب والقضاء والنيابة .
الركيزة الأساسية للأحلام والطموح هي أطار دولة ضامنة للمواطنة والاستقلال والسيادة على الأرض والشعب هو مصدر السلطات بصندوق انتخابي نزيه .   
بشراكم إن دماء الشهداء لن تذهب سدى، بل تتطهر الأرض بدمائهم الزكية ورحمهم الله وأسكنهم جنات النعيم وإنا لله وإنا إليه راجعون, ولا نامت أعين الجبناء
 احمد ناصر حميدان