معمر بن مطهر الارياني
وزير الاعلام اليمني
- تنتمي اليمن و المملكة العربية السعودية الى بعضهما ارضًا وانسانًا ، تاريخًا وجغرافيا ، حضارة وفكرًا ، دينًا وثقافة ، هوية ولغة ، عادات واعراف ، نسبًا وعشيرة ، قدرٌ طويل من الاحلام والمؤاخاة والعيش المشترك ، لا يستطيع أحدٌ الغياب عن الآخر ، ولن تتمكن أي قوة على الأرض فصلهما عن بعضهما مهما ارتفعت اسلاك الحدود الشائكة وتعددت بطاقات السفر وألوان الهوية .
في زمن أصيل كانت اللحظة التاريخية شامخة بإرتفاع راية التوحيد التي أسسها الملك الراحل عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه - على عموم الجزيرة العربية جامعًا شتات الأرض التي مزقتها الصراعات في زمن لورانس العرب فكان وحده وأنصاره المجاهدون لإنقاذ امبراطورية العرب من رحم التمزق والانفصال ، ولأنه كذلك فقد كان في عينه وقلبه ضمير محبة صادق لليمن التي أحبها واحبته .
- عاش اليمانيون دومًا مع اخوانهم في أرض الجزيرة العربية متكافلين ومتحابين في السراء والضراء ، ولم يشهد التاريخ نزاعًا بين الجارين الشقيقين إلا في عهود الإمامة البغيضة قديمًا ، وفي نسختهم الجديدة المعروفة بالحوثيين الارهابيين . وفي كل حياة الأمم ينتصر الخير على الشر ويُزهق الباطل بتلاحم الخيرين لمواجهة المشاريع الضالة وتدميرها .
- ذلك ما عهدناه في رعاية المملكة العربية السعودية تاريخيًا وانسانيًا معنا كيمنيين وقد اخذتنا النزاعات العجيبة الى اللاوطن حيث كثرت الحروب المأساوية لأسباب لا يجهلها أحد ، وفي التحديات الماثلة أمامنا اليوم تُطل علينا قضية اخوتنا المغتربين اليمنيين الذين يعيشون في مملكة الانسانية العربية السعودية وما يعانوه من قلق بالغ جراء القرارات الاخيرة التي نحترمها ونعتبرها دومًا حقًا سياديًا مطلقًا للقيادة السعودية الكريمة في ترتيب اوضاع الوافدين اليها حفاظًا على امنها الاستراتيجي وكل ما تصبو إليه من خدمة ونماء لشعبها العزيز الغالي .
- ما نأمله من صاحب السمو الملكي الامير الشاب محمد بن سلمان ولي العهد السعودي أن ينظر بعين الرعاية الكريمة لليمنيين الذين تضطرم الصراعات في مدنهم وقراهم وقد هجروها للعيش تحت ظلال ملك كريم لا يظلم عنده أحد حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولا .
انها رسالة يمني مخلص لبلاده وعروبته يؤمن أن التحالف العربي الذي يقاتل جنبًا إلى جنب مع رجال اليمن واسودها في التباب والجبال لمكافحة وتطهير منبع العروبة من وكلاء الشر الايراني يستحق أملًا جديدًا في ظلمة الحياة التي اطبقت على أهله بسبب التمرد الحوثي المتخلف . وما كان لي - شخصيًا - أن ابعث هذه الرسالة وأعلنها إلا ثقة في عطاء الإخوة الأحباء بمملكة الخير السعودية لاستثناء اليمنيين العاملين في مختلف القطاعات من الاجراءات الحالية لحين ميسرة ، حتى تتعافى بلادنا من اللعنة التي اصابتها ومن المجرمين الذين اعتقدوا ان اليمن سيرضخ لحكمهم الكهنوتي العنصري .
يا صاحب السمو ..
ان الاستجابة التي نأملها من القيادة السعودية السامية ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين سمو الامير محمد بن سلمان - حفظهما الله ورعاهما - الا اضافة في سجل القيادة والحكومة والشعب السعودي الكريم تجاه اخوانهم اليمنيين على مدى التاريخ وفي الحال المعاصر ، وليكن الجميع على ثقة ان اليمنيين جميعًا وبلا استثناء سيكونون خير معين ونصير وسند لاشقائهم في المملكة الحبيبة في كل الظروف والتحديات التي تواجههم وعلى كافة المستويات . فلا ينسى كل يمني جهود المملكة في احتضان اليمن وتقديم كل العون لهم ، وعلى رأس ذلك الاستجابة الانسانية النبيلة لطلب فخامة الرئيس المناضل عبدربه منصور هادي - رئيس الجمهورية - في التدخل المباشر لاستعادة الشرعية اليمنية والاعلان عن انشاء تحالف عربي عظيم يدعم عودة الدولة وينقذ اليمنيين من مخالب ايران واطماعها في المنطقة العربية .
يا صاحب السمو
ان كل أم وأب وطفل في حدود اليمن الكبير ينتظر لحظة أمل جديد لمنح عائلهم الذي يكافح بعمله وامانته في اكتساب رزقه بداخل اراضي مملكتكم الطيبة المعطاءة ، فمكرمتكم المنتظرة بإعفاء اليمنيين من الرسوم الجديدة وتمديد مهلة تصحيح الاوضاع الحالية حتى يستقر الحال لإطعام أهله الذين حرمهم الحوثيون حق الحياة والعيش ونهبوا خيراتهم واحالوا كل جميل في يمننا الحبيب الى اطلال ملونة بالغضب والموت والمقابر .
يا صاحب السمو
لقد خسرنا الكثير بسبب الخيانات التي اوصلت الحوثيين الى اختطاف صنعاء واذلال اهلها رغمًا عن انف كل يمني حُر شهم وعزيز ، وكلنا ثقة أنكم بعد الله تعالى ربحنا الباقي في هذه الأرض ، ومصدر سعادتنا الذي سيشرق ذات يوم - مهما طالت المحن - في سواعد الابطال الاوفياء من المغتربين الطيبين وأهاليهم ، فهم دومًا وابدًا يعاهدونكم الحب والولاء دفاعًا عن حياض المملكة والحرمين الشريفين من كل معتدٍ أثيم .
- حفظ الله اليمن ارضًا وانسانًا ، وبارك الله بمملكة العروبة والاسلام لخدمة الدين ورعاية المسلمين في كل اصقاع الدنيا .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته