تجرع اليمنيون مرارة الحرب الأهلية التي طحنتهم خلال الفترة الماضية، ولقد كان بإمكانهم تجاوز ويلاتها لو أنهم حكموا عقولهم وقبلوا بمخرجات الحوار الوطني الذي ارتضاه اليمانيون للخروج من دوامة الفوضى السياسية التي كانت سائدة إبان فترة حاكم الثلاثة عقود صالح .
وبعد مجيء هادي دعا الكل للحوار والخروج بحلول ترضي الجميع وتحاور اليمانيون كل فريق جاء بمصفوفته ومشروعه واستمر الحوار فترة من الزمن، وأفضى ذلك الحوار إلى أقلمة اليمن، ففي الجنوب أقليمان وفي الشمال أربعة أقاليم، واستبشرنا بالخروج من زوبعة الفوضى السياسية، ولكن أعداء هذا المشروع الحضاري جرونا إلى فوضى الحرب التي جاءت على كل مقدرات الوطن .
انحسر الفوضويون الداعمون للحرب والخراب وتقوقعوا في مناطق معينة في الشمال، وتحررت الجنوب وكذلك بعض مناطق الشمال، وشمرت القيادة السياسية لتأسيس دولة ما بعد الوحدة الاندماجية، الدولة الجديدة ذات الأقاليم الستة التي من خلالها يستطيع اليمنيون بناء أنفسهم والتحرر من حكم الشيخ والزعيم، فكل أقليم معني ببناء أقليمه وإدارة شؤونه، ورخاء مواطنيه مكفول بيده، فلقد انتهى عهد الوصاية من المركز .
وعلى أنغام(( نوفمبر اليوم جانا عود لنا من جديد )) يستطيع اليمانيون أن يجعلوا من الذكرى الخمسين للاستقلال الوطني نقطة الانطلاقة نحو المستقبل وبناء دولتهم الجديدة التي رسم معالمها المشير هادي وعنوانها (( دولة لا ظالم فيها ولا مظلوم )) .
لقد ضحى أبطال نوفمبر من أجل أن يعيش المواطن برخاء واستقرار فلنجعل من نوفمبر نقطة الانطلاقة نحو المستقبل ولندس نزاعاتنا في جوف التراب، ولنعش لنهضة بلادنا ونزع الفرقة والخلاف، فكل انتكاساتنا بسبب خلافاتنا، فدام نوفمبر نبراساً يذكرنا بتضحيات الكبار من أبناء الوطن، ولعل يوبيله الذهبي يكون فاتحة خير نحو المستقبل، قولوا آمين ...