نحن اليوم في أمس الحاجة لاصطفاف وطني شعبي للحفاظ على الثورة والجمهورية والديمقراطية كاستحقاقات وثوابت قدم الشرفاء والأحرار من اجلهما قوافل من الشهداء .
عفاش مرحلة علينا تجاوزها , مرحلة غنية بالدروس والعبر , فترة مثيرة للجدل , بكل ماسيها وكل منعطف لها ثقافتها وسلوكها السائد , سياسة ومدياسة ,نستنبط عبرها ونعي دروسها , لنكن أكثر يقظة حتى لا تتكرر تلك الماسي .
اليوم يشتغل البعض على عواطف الناس , يدغدغ مشاعرهم , يراهن على نسيانهم , وحماسهم الغير عقلاني , يبحث عن صنم يعبد كعفاش , والمنقذ القادم من نفس الحظيرة .
كم نحن اليوم بحاجة لشعب يقظ , شعب حي , صعب على التطويع والانقياد , ليكون ضحية مرة أخرى , للاستبداد والاضطهاد والظلم والتعسف .
عندما نرفض جماعة الحوثي , كما رفضنا سابقا سياسة عفاش , نرفض سياسات و ثقافة وفكر وسلوكيات .
نريد دولة ضامنة للمواطنة للحريات والعدالة , لا نريد جماعة ترتدي عباءة الدولة وتمارس سياسات ألا دولة , تخرق النظام والقانون , تشرعن لنفسها كل شي , لتفرض أمر واقع هم فيه أسياد لا يطولهم قانون ولا علاقة لهم بالنظام , النظام والقانون لديهم للرعية والعبيد فقط وفق ما يشتهي السيد والشيخ .
اليوم الصراع واضح , وأممنا عدو واحد هو الكهنوت وكل من انصهر في ذلك الجسد العفن الواهم بعودة عجلة التاريخ لعهد الإمامة والسيد والرعية .
الخيارات محدودة بين شرعية فخامة الرئيس عبدربة منصور هادي كمشروع وطن , ومخرجات حوار وثيقة الدستور , الحلم المرسوم والطموح , الجمهورية والثورة والديمقراطية , شرعية أمامها تحديات جسام , قوتها فينا , ستصلح وتستقيم وتتقوى بنا جميعا , لنكن جبهة عريضة قوية متينة في مواجهة الطرف الأخر الكهنوت والسيد والاصطفاء الإلهي , مشروع الموت والتخلف والجهل .
اليوم كل القوى الوطنية في جبهة , والكهنوت والإمامة أعداء الحياة والتغيير والثورة والجمهورية والديمقراطية في جبهة أخرى .
لا مبرر لبقاء من يدعون أنهم قوى وطنية دعاة الحرية والتغيير والعدالة الاجتماعية , من يسار ويمين وشباب ومرآة ومثقفين وأكاديميون ومعلمون , في حضن السيد والكهنوت , في مشروع ظلامي ضلالي إرهابي واضح الفكر والسلوك في كل ما نفذوه وينفذونه في صنعاء والمناطق التي تحت أيديهم .
الشرعية ليست أفراد ولا جماعات , هي مشروع وطن ومشروعية قيم ومبادئ وسلوكيات وثقافة وفكر ليسود في المجتمع , ليتعافى من مخلفات الماضي العفن, ليحصن من الاستبداد والاضطهاد والتعسف والخنوع والركوع , ليكون حر أبي شامخ كشموخ الجبال , ينهض بالوطن , ليواكب تطورات العصر ويكون كسائر الأمم المتطورة .
احمد ناصر حميدان