العقلية العصيه على الفهم

2017/12/20 الساعة 09:32 مساءً

العقلية العصية على فهم مجرى التاريخ 
هل هي عاهة أم بلاهة , التصلب في المواقف , والتعصب في الرؤى , والاستناد للقوة , والعنف كوسيلة للحسم , بالتهديد والتلويح , هكذا كان النظام الذي رفضناها , وثرنا علية  بعد محاولات عدة ليتراجع عن تلك السياسات , كان المطلب تسوية الملعب , وترك الحياة السياسية والديمقراطية تجرى في مجراها الطبيعي دون تدخل لتكييفها بما يخدم الأنانية المفرطة للحاكم , حتى صار الظلم واقع والتعسف متاح , وللقهر نوافذ , فأظلمت الحياة في وجه الناس , وعاشوا ضنكها وجوعها وقلة حيلتهم , بينما تفرعن النافذون والفاسدون والظلمة , وكانت الثورة لتصحيح المسار وتسوية الملعب السياسي , لتكن الديمقراطية سلوك وثقافة والحياة عدل ومساواة .
لكل ظالم نهاية , مهما تصلب واغتر , أخذته العنجهية , ويعتقد انه أقوى من الحق ومن الشعب ومن دعاء المظلومين والمقهورين وغضب الله  . 
أنها العقلية العصية على فهم مجرى التاريخ و أن الوطن ملك لكل أبنائه بأطيافهم وألوانهم السياسية والفكرية , وان الجميع فيه شركاء متساوين في الحقوق والواجبات , هي نفسها تتغلغل فينا لتنتهز الفرصة للتربع شؤوننا , وتدير حياتنا لما يخدم أنانيتها وطيشها وتهورها , مهما اختلفت الجغرافيا والشعارات , النتيجة هي ذاتها , صراع وشيطنة وتكفير واتهام , وفريق من المنافقين ,يفبرك الحكايات والصور , ويشحن الحياة بالمزيد من الحرب النفسية , والحشد والتحريض ضد الأخر , حيث يصنع له هيلمان وشعارات جوفاء وأصنام يأخذهم الغرور ليجروا الوطن لما لا يحمد عقباه .
التصريحات المتشنجة والغاضبة للتوافق والتقارب بين القوى السياسية المختلفة فسيفساء الحياة السياسية , ومنهم التجمع اليمني للإصلاح كجزء من هذا التنوع , اختلفنا أو اتفقنا معه , تصريحات تعبر عن مكنونات تصب في ذات العقلية , الانزعاج من الجبهة الوطنية والإجماع  في إخراج البلد مما هي فيه , بتفكير قاصر (أين موقعي من الإعراب ), أنها السلطة  المغرية , والمصالح المكتسبة , وطز بالوطن وقضاياه العليا , حين تقرءا أطروحاتهم , تعود بك الذاكرة لذلك الزمن العفن , الذي مزوق الوطن وشرد الأبرياء , و المناضلين والشرفاء والأحرار , وحكمه جماعة لا تخلوا من الأنذال  .
اليوم الوطن جنوبا وشمالا محتاج لجبهة وطنية , تظم كل القوى السياسية دون استثناء , أنها إرادة الحياة والمسار الصحيح لمخرج يحفظ لما تبقى من وطن وكرامة وسيادة بعيدا عن الارتهان .
على الجميع أن يعترف بفشله في فرض أمر واقع على الآخرين , فشل حتمي على مر التاريخ , وعلينا البحث عن وسائل أكثر رقي لصيغة مشتركة للتعايش كشركاء متساوين في الحقوق والواجبات , في إطار دولة ضامنة للمواطنة والحريات .
هذا ما نحتاجه جبهة وطنية تقود معارك التحرير في كل الجبهات العسكرية والثقافية والتنموية , وتهيئة الحياة في المناطق المحررة لفرض سلطة الدولة ( الشرعية )والنظام والقانون , تطفوا للسطح كل القوى ألحقه , الشرفاء والأحرار والوطنيين ,دون فرض أمر واقع بالقوة  , جبهة عند مستوى التحديات , ترفض المليشيات و أي تشكيل عسكري خارج أطار الدولة ( عصابات ), ليكن جيش وطني , يحمي القيم والمبادئ والثوابت الوطنية والإنسانية معا  ,و إرادة الجماهير , ليسلم الجميع سلاحه و ولاءه للدولة ممثله بجيشها الوطني , ليكن صندوق الانتخاب والاستفتاء الحر والنزيه هو الممثل الشرعي والوحيد لإرادة الناس , ويحمي هذه الإرادة جيشنا الوطني البطل في الجنوب والشمال .
احمد ناصر حميدان