بقلم : سعيد النخعي
ابتلي الجنوب بصراع المشاريع السياسية التي يتخذ زعماؤها من قبائلهم ومناطقهم أدواتا سياسية وعسكرية لترويج وتنفيذ هذه المشاريع؛ التي لاتلبي تطلعات قراهم التي أتوا منها ؛ لأن بناءها غير مستوي الأركان ، وأهدافها ليست صادقة ولا وقعية ، ولايملك أصحاب هذه المشاريع أبسط المقومات التي تؤهلهم للحديث عن المشاريع التي يتحدثون عنها ، ولا القدرة على التأثير خارج النسق الاجتماعي أوالقبلي الذي يتكأون عليه ، ولايجراؤن على مخالفة مارسمته الجهات الخارجية التي تدعمهم ، فأرتضوا لأنفسهم ممارسة دور الإجير ، واقتنعوا بما يحصلون عليه من الفتات الساقط من مائدة أسيادهم ، ليصنعوا من هذا الفتات الساقط هالة لأنفسهم ، من خلال ماتقوم به أبواقهم من تطبيل و تلميع كاذب ، ونسج الأساطير حول أناس يعرف الناس ماضيهم وحاضرهم ، ويعرفون تفاصيل تفاصيل سيرهم ، وكل محطات حياتهم ، التي أمضوها متقلبين بين مراتع التبعية والإرتزاق .
الدنبوعي المرتزق ، والفانوسي المأجور ، كل ما تجنيه ثمنا لحروفك وكلماتك التي تسطرها دفاعا عن الوحدة ، أو دعوة للانفصال كُلها هنيئا مريئا ، لكن ما أرجوه منك عزيزي الكاتب أو المفسبك ، أن تكف عن تسطير الملاحم الكاذبة، ونسج البطولات الوهمية لأناس نعرفهم كما نعرف أبناءنا ، لأن صنيعك هذا لن تقنع به حتى نفسك ، فكيف ستقنع الأخرين بما لم تقنع به نفسك ؟
تذكروا يا معشر الكتاب والمفسبكين - دنابيعا وفوانيسا - أنكم لن تقنعوا أحدا ببطولات أسيادكم ؛ التي لاندر في أي عالم سطروها ، ولا بمواقفهم المرتعشة ؛ كارتعاش أقلامكم ، والسنتكم الكاذبة ، لأن الناس شهداء الله في أرضه يميزون الدينار الذهبي من المغشوش .
تذكر أيها الكاتب الدنبوعي أنك لن تقنع أحدا بخردة عفاش إبتداء من الأبله هادي مرورا بسلسلة الخردة الطويلة التي تحاول أن تتسنم المشهد اليوم ، لأن زوجتك - وهي أعرف الناس ببضاعتك - لن تردد كلماتك التي تتغنى بها في بن دغر ، وعرب والميسري ، وغيرها من الأسماء التي ارتبطت في إذهان الناس بعفاش والفساد ، وتأرجح المواقف من النقيض إلى النقيض ، وما عهدعفاش عنك ببعيد .
تذكر أيها الكاتب الفانوسي وقد رأيتك أنت وصاحبك الدنبوعي كفرسي رهان في سباق الكذب والتضليل ، وتسطير البطولات ، والتغني بمآثر الأقزام ، مع فارق بسيط بينكما ؛ وهو بيع صاحبك الكذب تفاريق وتبيعه أنت بالجملة ، والسبب في ذلك أن صاحبك تعلق بأستار الشرعية ، وشخوصها متعددة ، ومن مناطق مختلفة ، في حين وضعت أنت بيضك كله في سلة الضالع ، وحين نثرت كنانتك لم تجد فيها سوى عيدروس النكرة ، وشلال الذي كنت أتمنى عليك أن تنصحه بمسح وجهه كما يفعل المصورون بالأطفال قبل تصويرهم حتى تظهر الصورة حسب المواصفات المطلوبة ، لذا وفر على نفس النفخ في الغربة المثقوبة ، لأن الناس تعرف إن الضالع أشتهرت بزراعة القات ، وتصدير الشعارات الثورية منذ سنة 69م إلى يوم الناس .
تذكر أيها الكاتب الأجير أهانتك للقلم الذي أقسم الله تعالى به ، والله لايقسم إلا بعظيم ، وإنزالك للكمة من عليائها ، ودوسك لشرفها بنعالك الخارجة للتو من وحل الكذب والتضليل .
تذكروا جميعا قبل تسويقكم هذه البضاعة المزجاة، وترديدكم للكلمات التي لاتتجاوز حناجركم ، أمانة الكلمة ، ومكانة القلم ، وإن هناك شعب يرتاد المزابل لأخذ مايكفيه هو وأولاده من الطعام ... أظن هؤلاء أولى بقلمي وقلمك من الدفاع عن الميسري ، أو كيل المديح لشلال .
سعيد النخعي
عدن 6/ يناير / 2018م