**
*بقلم/ عبدالوهاب طواف.*
محمد وحسن وأحمد وإبراهيم، أربعة أشقاء.
والدهم هو عبدالله حسين المؤيد.
أربعة أشقاء قُتلوا وهم يقاتلوا إخوانهم اليمنيون..
قُتلوا بعد أن قتّلوا الكثير من إخوانهم اليمنيين؛ بدافع شهوة السلطة والسيطرة والمال.
كارثة وفاجعة علينا وعليهم؛ فالكل أبنائنا.
أربعة شباب ولدوا في منزل العم عبدالله المؤيد، أرضعهم الكراهية، وسقاهم الحقد وأطعمهم العنصرية.. ياللهول.!
تعب وسهر وعانى كثيراً في تربيتهم؛ ليقدمهم قرابين رخيصة في سبيل دين هاشمي مجنون.!
رباهم ودرسهم ووظفهم من خيرات اليمن وكرمها..
تعبئة هائلة زرعها في ثنايا أجسادهم الطاهرة، حتى نجح بتحويلهم إلى آلات للقتل والنهب والتدمير.
كان بيد العم عبدالله المؤيد أن يجعل من أبنائه الأربعة مشاريع حياة وأعضاء ناجحين وفاعلين في محيطهم ومجتمعهم؛ إلا أن الدين الهاشمي فرض عليهم إلا أن يكونوا ألغام مميتة على قارعة الطريق؛ وفي الأخير تحولوا إلى أكفان و جثامين وصور وقصص ألم وحسرة مغلفة بقصص بطولية فارغة.!
ماهي العقيدة التي يؤمن بها العم عبدالله المؤيد حتى يدفع بجميع أبنائه إلى الموت بأعصاب باردة وتماسك عجيب؟
أكثر من 170 شاب قتلوا فقط من أسرة أبوطالب؛ ذهبوا ضحية الافكار الداعشية.
كيف تمكنّا من العيش بينهم سنوات طويلة وهم لا ينظرون إلينا إلا كخراف تستحق الذبح في صبيحة الغد؟
نحن أمام كارثة مجتمعية أكثر بكثير مما هي ظاهرة للعيان.
نحن أمام أُسر يمنية كثيرة أعتنقت الدين الهاشمي السياسي المدمر.
أُسر تغذي أبناءها ليل نهار بأفكار داعشية وتعد شبابها وبناتها لسلخ جلود أبناء الشعب اليمني ونهب ممتلكاتهم.
معظم من كنا نرى فيهم الأخ والأب والجار والمعلم ماهم إلا شواحن موت وبطاريات حقد ومستودعات شر وغل..ياللهول.
نحن نقف على خزان كبير مليئ بالبنزين..
للأسف كنا نعيش كذبة كبرى أسمها نجاح ثورة ال 26 من سبتمبر..كنا نعيش على قشور ثورة وتركنا الجسد اليمني الطاهر لأولئك المجانين..
كنا نقف على أرض من جليد، سريعاً ما أنهارت بضربات معاول تلك الأُسر المشحونة بداء التعالي والتميز والإصطفاء كالأبالسة..
أمامنا مهام كبيرة وجسيمة ليس بإستعادة الدولة فحسب ولكن بإستعادة الحياة والمواطنة والأمن والأمان والسلم والسلام.
نحتاج لشكل ومضمون وطرق ووسائل وأدوات ومشروع مختلف عما كان، لنداوي جسد اليمن المنهك والمثخن بجراح عنصرية مناطقية دينية مذهبية شيطانية.
ياللهول كيف لي أن أنام قرير العين وأطمئن على أطفالي عمار ووليد وإنجي ونادين بين هؤلاء؟
ياللهول. ياللهول...