هبوط سعر العملة , مؤشر واضح لتفوق الروح السلبية لدينا , هو تجسيد لحالة الإحباط التي تعتري البعض وما يسود من مشاحنات وصراعات جانبية مدمرة تعيق تفوق الروح الايجابية لنكن امة كسائر الأمم همنا وطن وشعب , لنحفظ كرامتنا وعزتنا وسيادتنا .
الاقتصاد عماد التنمية ونتاج سياسة حكيمة , تفوق ما هو ايجابي عن ما هو سلبي .
الدخل القومي هو القلب النابض للحياة السياسية , كشريان مغذي للبنك المركزي .
الايجابية هي تفوق المصالح العامة للأمة والوطن عن مصالح الفئات والجماعات والطوائف والمناطق , مع الحفاظ على حقوق و وجبات الأفراد والمكونات , بعيدا عن الشخصنة , و وضوح الاختصاصات وحدود الصلاحيات , والاعتماد على الكفاءات وتفعيل دور أدوات الرقابة والمحاسبة , وتجاوز معاول الهدم والدمار .
أن نكون متسولين , ننتظر الهبات والقروض والودائع شي , وشيئا أخر أن نعتمد على الذات , في سياسة نهضة وتنمية ترتكز على تجاوز الماضي لننتقل لوضعا أفضل يمكننا من حسم خلافاتنا بعيدا عن العنف والعنف المضاد , لنفرض واقع النظام والقانون هو الحكم , بتحييد الأمن والقضاء والرقابة والمحاسبة , لتكن ملجئ كل مظلوم , وأدوات عدل وإنصاف , وأسس الدولة الضامنة والمستقبل المنشود.
بلد مثل اليمن , متنوع المناخ , بلد زراعي , شريط ساحلي هو الأطول في المنطقة , أجود أنواع الحيوانات البحرية , ثروة نفطية ومعدنية ,مواني وممر مائي استراتيجي , بلد يمتلك من المقومات لنهضته بسرعة لا يتوقعها البعض ,إذا ما توفرت النوايا , وتفوقت الروح الايجابية , معظم الثروة في المناطق المحررة .
عدن عاصمة مؤقتة , فيها البنك المركزي , مينا عدن , منها تنشط الحكومة , عدن لو استعادة مكانتها يكفي أن نخطو خطواتنا الصحيحة للأمام , استعيدوا عدن وأنقذوها من الفوضى والنفاق السياسي لتكن تحت سلطة الدولة ,وهي القادرة كمنطقة حرة ومركز تجاري أن تكون نقطة الانطلاق للتنمية والنهضة ورفد الخزينة العامة بالحياة , ولن نحتاج للتسول والبحث عن ودائع وهبات وقروض , إنعاش الحياة بإنعاش الاقتصاد والاقتصاد بالدخل القومي والحفاظ على الثروة , وفرض القيود والضمانات التي تحد من التبذير والهبر والفساد .
مع الشرعية كدولة بشخصيتها الاعتبارية الحكومة لتطبيع الواقع وإعادة الحياة لمؤسسات الدولة , وها هي الموازنة تعد لتضبط إيقاع الاقتصاد والإيرادات والرواتب في المناطق المحررة , لتوقف انهيار العملة والبلد ونزيف المال العام لجيوب اللصوص والناهبين والفاسدين , لتصب هذه الإيرادات في البنك المركزي لتضخ كرواتب وموازنات تشغيل مؤسسات الدولة , وتفعيل دور الرقابة والمحاسبة والقضاء والنيابة ليبدأ الحساب والعقاب , وتتضح الحقائق لتغلب الإشاعات , ونحاسب كبيرهم قبل الصغير .
ما لم نستعيد كحكومة وكقوى سياسية ومكونات الروح الايجابية لتجاوز الصغائر للاهتمام بما هو أهم ودعم الشرعية , لنحترم بعض ونكن محترمين بعيون الاخرين , لنكن أرقام صعبة , لا أدوات في متناولهم لخراب وطننا , وأجندات لا علاقة لها بالوطن والقضية الوطنية , لتكن مضلتنا الشرعية قويه بنا ونكون اقويا بفرض أنفسنا وقادرين على تجاوز محننا وحماية سيادتنا , لننهض وينهض وطننا ومصدر الدخل القومي لنرتقي ويرتقي الوطن وتنهض العملة لنكن امة كسائر الأمم لها احترامها في المنطقة والعالم .
احمد ناصر حميدان