لم تكن المهمة التاريخية التي قبلها فخامة الرئيس عبدربة منصور هادي بالهينة ,أنها مهمة وطنية للتغيير والتحول ليمن جديد , لم يكن الطريق مفروش بالورود , كان طريقا مرصوف بالأشواك والفخاخ والمطبات , طريق صعب فكان عليه أن يتحسسه بحذر ويتخطاه بتأني , ينزع فتيل الانفجاريات و الصراع والعنف , واقع مشحون ومحقون بالكراهية والعنف والعنف المضاد , والتخلف والجهل المسهل للذرائع والإشاعات والمناكفة والمشاحنات , هذا ما ضاعف مستوى التحدي في المهمة التاريخية للتحول لمستقبل وضاء .
أي مشروع وطني يحتاج لتضحيات جسام , يحتاج لقاعدة من الوعي القادرة على أن تنهض به وتتفهم المهمة والتحديات , بحاجة للترفع عن الصغائر لما هو اكبر , والتخلي عن المشاريع الطائفية والمناطقية والخصومة الفاجرة .
واجهته الكثير من العقبات والعقليات العصية على التغيير , واجه كبر وعند وبغض , يستهدف أحلام وطموحات الشعب اليمني وربيع ثورته المباركة , بل استهدفه شخصيا للقضاء على الورقة الرابحة لربيع الثورة ومخرجات الحوار الوطني والدولة الضامنة للمواطنة والحريات والإنسانية والعدالة الاجتماعية .
ما صعب من المهمة هي الأدوات المتوفرة هي النفوس المتعفنة , الغير جديرة بتجاوز ذلك الماضي , تحركها أحقادها وأطماعها وجشعها , وفي المقابل من أولوياته كرئيس إشراك كل القوى دون استثناء , وترميم جسور الثقة بينها , والتعافي ليتحمل الكل المسئولية التاريخية للمشروع الوطني الدولة التي تلبي قناعات وأمال وطموحات الجميع في وطن يستوعبهم بكل ألوانهم وطوائفهم وأفكارهم , بنظام وقانون يضبط إيقاع الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية .
جمعهم معا في حوار وطني حر وشفاف , حوارا رسم حلم الجماهير وأمال الناس بمخرجات تلبي الشراكة وتضمن التوزيع العادل للسلطة والثروة , تؤسس ليمن جديد يستوعب الجميع , دون استبداد وتسلط وهيمنة ومليشيات و ولاءات خاصة ومصالح أنانية , دون عنف وعنف مضاد وقوى تقليدية نافذة , وإرهاب طائفي مناطقي وفكري و روحي , اجتهد على تفكيك بؤر الصراعات ورأب الصدع وردم الهوة وترميم الشروخ الاجتماعية والوطنية والسياسية .
وللأسف خذله البعض ممن كان يحاور وهو يعد العدة للانقضاض على السلطة , خذله أصحاب المشاريع الصغيرة الطائفية والمناطقية , خذله عبيد المستبد و عبدة الأصنام البشرية , و ولاءات الزعيم والسيد والقائد الهمام , خذله وخذلوا الوطن والمشروع الوطني والتحول المنشود والمستقبل الموعود , وأدخلونا في نفق الحرب المظلمة التي لا نهاية لها غير دمار وقتل وتشريد وموت و وباء , ولازالوا في غيهم يكابرون بجهل وعند متخلف وحقد بغيض وكراهية عمياء , يخدمون بعض بمواقفهم ضد الشرعية والتحول المنشود .
هذا الوضع الصعب والملي بالمغرضين والمتربصين يغري كثير من الجهلة وعاشقي الشهرة والسلطة والمتهورين , ولفخامة الرئيس حكمته وعقلانيته وتسامحه و وطنيته , يدركها الشعب ويلمسها بوضوح جعلهم جميعا أمامه أطفال يلعبون في ملعب الكبار يخربون ويدمرون خيرات البلد , ينهبون خيراتها من إيرادات الدولة وقوت الشعب , والسطو على مؤسسات الدولة بذرائع واهية , ويمارسون الإرهاب الفكري والسياسي والروحي , تركهم يعبرون عن حقيقتهم وتفاصيل مشروعهم , فعرفهم الشعب , ونفرط من حولهم , كيف لمثل هولا منتهكي الإنسانية غير قابلي للأخر والتعايش , أن يقبلوا بدولة ضامنة للمواطنة حلم وطموح وأمل البسطاء ,وكلما بدأت الشرعية تخطوا خطوه صحيحة للأمام في تطبيع الحياة وترسيخ مؤسسات الدولة , وإعداد ميزانية , صعدوا من عملياتهم المعيقة , ولولا حكمته وعقلانيته وصبره لكنا في ما لا يحمد عقباه , لن ينجر للعنف المفرط , يسعى لما هو أنبل وأجمل من ذلك للصبر عليهم وعلى عنجهيتهم و للصلح ذات البين والتوافق والاتفاق لإخراج مخرجات الحوار إلى الواقع المعاش ليبني وطن جديد , ونظام وقانون يضبط إيقاع الحياة وينظم العلاقات ويحكم النزوات والنزاعات , ويوقف هشيم الوطن وتراكماته المدمرة .
كلي أمل أن يعيدوا النظر فيما هم عليه سياسة وعقيدة ومشروع يفكك البلد ويجزئ الناس لطوائف ومناطق متناحرة , مسلسل متواصل من الحروب والصراعات الوطن فيه مهزوم , وكلنا مع الرئيس و مطلبنا تنفيذ مخرجات الحوار .
احمد ناصر حميدان