:
أنور الصوفي
المحافظات الجنوبية كل محافظيها ووكلائها ومدراء العموم فيها منها وقادتها منها، أي جنوبية خالصة، ورئيس الحكومة ونائبه من الجنوب والكثير من الوزراء جنوبيين ومنهم وزير الداخلية والتربية والتعليم ووزير التعليم العالي والكثير من الوزراء جنوبيون وكذلك الوكلاء والسفراء والملحقون جنوبيون، وكبير القوم رئيس الجمهورية من الجنوب، فماذا تطلبون بعد هذا كله؟ لم يمر الجنوب بهذه الحظوة منذ تحقيق الوحدة، بل كنا ملحقين وفرعاً استثنائياً في سجلات الشمال . قبل أن يأتي هادي لرئاسة البلاد كنا نتمى القليل مما نحن فيه اليوم، كنا نتمنى رقماً عسكرياً لأبنائنا وإخواننا، وإذا طلبناه لابد من السفر نحو صنعاء وقضاء أيام القهر لمتابعة مثل هذا الأمر، ونعود بخفي حنين، واليوم في كل بيت تقريباً وصل الراتب، وتحسنت ظروف الكثير من الأسر وهذا يحصل في ظل تجاذبات سياسية كثيرة وحرب ضروس، ولكن بحنكة هذا الرجل وصلنا إلى تحقيق بعض ماكنا نصبو إليه . في عهدك ياهادي لم نعد فرعاً كما ظن بعض الإخوة في الشمال ولكننا أثبتنا بأننا أصل متجذر في أعماق التاريخ، فذهبت الفروع وبقي الأصل فتسيد الجنوبيون المشهد . قبل أن يأتي هادي لقيادة اليمن كانت الغالبية من الكوادر الجنوبية في بيوتهم حاملين هموم تسريحهم من وظائفهم ومقولة (( خليك بالبيت)) هذه المقولة التي مسحها هادي وأعاد كل الجنوبيين لممارسة أعمالهم وبحقوقهم كاملة غير منقوصة، فساعدوه لإخراجنا من كل المطبات التي وضعت في طريقنا، ولاتقفوا في طريقه فرغم الصعوبات إلا أنه يسير بالوطن نحو الانعتاق من العبودية للشيخ والزعيم الأوحد . جنبونا الشعارات الرنانة التي لاكها الشعب ولم تحقق له عُشر ما جاء به لنا الرئيس هادي، جنبونا الصراعات والمناطقيات والزحف والعصيان والمناكفات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، وحتى لا يتكرر مشهد الحوثي في صنعاء الذي تجرعنا مرارته في الجنوب، سدوا منابعه حتى لا يتفجر في عدن، ويكون وقوده الأبرياء والمساكين من أبناء الجنوب، فوالله إني لكم لمن الناصحين ...