عاصفة ثالثة..

2018/01/27 الساعة 02:59 صباحاً


محمد الجماعي

(العمليات الجراحية) في جسد #اليمن المثخن بالحرب، من شأنها إعادة الدماء إلى دورتها خلال فترة وجيزة، سيما إذا استعادت أنابيب النفط والغاز قدرتها على ضخ الوقود الطبيعي للعالم.. وقد أثبتت الأحداث سرعة استجابة اليمني لوصفات التعافي، وقناعته باليسير الذي يتكئ عليه لينهض من جديد.

هي دورة خليجية جديدة في اليمن طابعها اقتصادي - حربي أيضا، فطريق كهذا الذي يربط الضالع بعدن، هو طريق تجاري وشريان اقتصادي وسياسي وأمني ويقع ضمن الخط الدولي (عمران - عدن) الرابط بين عدة أقاليم: آزال، الجند، عدن، مرورا إلى إقليم حضرموت.

طريق (قعطبة، الضالع، الحبيلين، الملاح).. 84 كم ستبدأ الحكومة إعادة تأهيلها بـ 18.7 مليون ريال سعودي ونفقة سعودية أيضا، حسب سفير المملكة محمد آل جابر لربط المحافظات اليمنية شمالا وجنوبا وتسهيل وصول المساعدات وتنقل المواطنين وخفض أجور الحركة التجارية، وتوفير أكثر من 15 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

تأهيل الطرقات يأتي بالتزامن مع حركة نشطة في العاصمة #عدن لتوحيد الجهة الأمنية التي ستدير أمن موانئها وتمنع التهريب منها وعبرها إلى المليشيات والخارج، وهو ما كرسه خطاب د. أحمد بن دغر في الاجتماع السنوي لقيادات وزارة الداخلية أمس بعدن.

وفقا للمؤشرات فإن اقتصادا يمنيا جديدا يتخلق من عدن وتبدو ملامحه المستقبلية واضحة جدا، حيث أن #الوديعة_السعودية ليست مجرد أموال تضخ إلى حساب المركزي اليمني بالمنامة، بل هي تدشين لمرحلة جديدة يمكن وصفها بأنها عاصفة ثالثة تكمل ما بدأته عاصفتا الحزم وإعادة الأمل..

الوديعة السعودية التي شكل الرئيس هادي لجنة اقتصادية بقرار جمهوري لمتابعتها كانت ضمن حزمة "هبات" سعودية، منها: ضخ المشتقات النفطية لعدد من المحافظات (المحررة) وتوليد الكهرباء والجسر الجوي بالمساعدات الإغاثية عبر مأرب وعدن وسبعة عشر منفذا بريا.

لم يفت الوقت بعد كي يستفيد رفاق التحالف العربي من دعم صمود وصلابة اليمنيين الذين خاضوا أواخر عهد النظام البائد، وما زالوا، منعرجات قاسية، مرورا بثورة سلمية أسقطت النظام، والمبادرة والحوار الوطني اللذان عمدا أهدافها، ثم ثورة مليشاوية مضادة أعاقت تحوله سلميا وألجأته إلى حمل السلاح إلى جوار أشقائه العرب لاستعادة دولته.

تدرك #السعودية و #الإمارات جيدا، الظروف الدولية والإشارات الحمراء أمام أهدافهما في اليمن، والتي حاولت خلط الأوراق والعبث بالملفات الدولية والمصالح المشتركة لإعاقة هذه الهبة العربية، وربطتها بأمزجة وأهواء المبعوثين (العرب)، وهذا (البريطاني) الأخير مجهول المسعى، أعجمي اللسان.