بقلم / أنور الصوفي
شكراً هادي فلقد جئت لنا بما فاق خيالنا ولم نصدق ما نحن فيه فسكر بعضنا بما تحقق وظن أنه بمقدوره صنع المستحيل، شكراً هادي فلقد أتيت لنا بعاصمة تجرها جراً، وحملت لنا البنك لتضعه بين أيدينا في عاصمتنا الجديدة، شكراً هادي فلقد سلمتنا مقاليد السلطة التي أسأنا استخدامها، فمازال الكثير منا أخرق ولا يستطيع إدارة نفسه فعظم عليه ما سلمته، شكراً هادي فلقد كرمت عدن بعد أن أهانها الرفاق، فلقد أردت لها الحياة والنهضة وحاولت أن تعيد لها مجدها، ولكن المتسرعين رفضوا تقدمها، فشكراً لك ثم شكراً شكراً .
عذراً عدن، عذراً جميلة الجميلات، عذراً بلدة السلام والوئام والحب، فلقد أراد لك هادي التاج، وأرادوا لك الذل، أراد لك هادي السلم وأرادوا لك الدم، شكراً هادي فوجهك أبيض تجاه هذه المدينة الحالمة بالسلم والأمن والأمان، شكراً فخامة الأخ الرئيس فلقد سلمت عدن لأهلها ليحموها ويبنوها ويعوضوها على سنين الذل التي عاشتها، ولكنهم ذهبوا للتمترس فيها ليحاربوك أنت، ويتمردوا عليك أنت، فعذراً عدن فلقد جاء الليل سريعاً .
شكراً هادي فمازلت تقارع أذناب الفرس في الشمال، ولكن إخوة السلاح اليوم قد تمردوا في عدن، شكراً هادي فقد تقزمت الخصوم أمامك، وبقيت عملاقاً، معذرة عدن فقد استكثروا عليك لقب العاصمة، معذرة فلقد استكثروا عليك تاج اليمن، معذرة عدن وشكراً هادي، وسامحكم الله يا من أرهقتم عدن وجددتم جراحها ...