فبراير ثورة تنفس فيها الشعب , من ضيق الأفق وانسداد الأمل ,وانغلاق خيارته , ليحطم قيود هذا الانغلاق ويتحرر من الخوف لتكسير جدران الصمت ومعوقات الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة لينهض .
ثورة عادت الروح للوطن وللأمة , أحيت الشعور الوطني والإنساني والوجداني والغيرة , حركت زوابع الأمل والطموح لتتصدر المشهد بإجماع كل البسطاء والمضطهدين لقشع ظلام الماضي وجبروته , وتدمير أوكار وقلاع استبداده الديني والسياسي ,برؤية بزوغ فجرا جديدا بنسيم الحرية لننهض و نستعيد إنسانيتنا لنكن امة كسائر الأمم في المعمورة .
تنفس الشعب وتنفس معه الوطن الصعداء , حينما خرجت ثعابين وعقارب وجرذان الاستبداد من مخابئها لتتصدر المشهد , وانكشفت الأقنعة , وعرف الجميع حجم الكارثة والتراكمات والحقن والشحن طوال نصف قرن من العبث .
فبراير مشروع وطن وأمة هدف سامي وارتقى ثقافي وفكري وروحي , مشروع كبير بحجم التحديات والتاريخ والحضارة والهوية والأرض والعرض والدين والإنسانية , من الطبيعي أن تعترض طريقه مشاريع صغيرة , مشاريع طائفية ومناطقية ومؤامرات داخلية وخارجية إقليمية وعربية وعالمية .
هذا الركن اليماني مرعب للإطماع والأنظمة الأسرية الاستبدادية , مرعب للطغاة وناهبي ثروات وخيرات الأمم , أن نهض ستنهض به الأمة وستجتث كل معيق لتطورها ونهضتها , وكل ارث متوارث للأرض والثروة بدون حق أنساني ولا شرعي , والشعب محروم ومضطهد ومظلوم .
فبراير هو الربيع اليمني الذي سيزهر الق نضالي متوارث ,نعم سيزهر عما قريب وقريب جدا , هاهي الأرض تخصب , وها هم يتساقطون واحدا تلو الأخر , قلاعهم تنهار أوكارهم تهد فوق رؤوسهم , تحالفاتهم المشبوهة تتضح للعيان وتتفكك , عندما تتضح الصورة , نشاهد بوضوح أعدائنا وأنيابهم ومخالبهم , حربنا معهم اليوم وجها لوجه دفاعا عن القيم والمبادئ والحوار الوطني ومخرجاته .
المشهد اليوم يتجلى بوضوح بكل تحالفاته , ثورة وثوار , والدولة الضامنة للمواطنة والحريات والعدالة والإنسانية , ترفض الهيمنة والتسيد والاستبداد , والطائفية والمناطقية وقوها العفنة من مراكز مقدسة واصطفاء عرقي مذهبي مقيت .
وبين تحالفات مشاريع صغيرة تقودها الثورة المضادة , لإنقاذ المستبد والديكتاتورية , وحكم الأسر وأعراقها وطوائفها واصطفافها وفسادها القذر , برداء مصلحي أناني يجزئ الوطن لكنتونات صغيرة فاقدة السيادة والكرامة خدمه لأطماع رجعية ورأسمالية وأسرية أمراء الحرب وأتباعهم .
مخاض صعب , وتحديات جسام , وشموخ وصمود , ليرتقي مولودا لمستوى الحلم والطموح معافى شديد الصلابة , اليمن الجديد بمخرجات الحوار الوطني و وثيقة الدستور والدولة الاتحادية , فيها الشعب هو صاحب الإرادة في صندوق انتخابات نزيه وطاهر من خبائث النفوذ والاستبداد, لا صوت يعلو على صوت الشعب في حق تقرير المصير ومستقبل الأمة , بعيدا عن العنف والعنف المضاد , ليتعافى وطن من الصراعات والخصومة الفاجرة .
السلاح تحتكره الدولة في جيشها وأمنها الوطني حامي النظام والقانون , وثورة حتى نصر الحق .
احمد ناصر حميدان