الناشطة الحقوقية رهام البدر تصعد روحها اليوم الى السماء لتلتقي بأخيها الذي استشهد قبل أشهر وبالكوكبة التي سبقتها من حرائر واحرار تعز ، ومعظمهم كوادر مؤهلة وهم في مقتبل العمر وكلهم يعشقون الحياة والعيش الكريم، لا يضمرون لأحد شرا او حقدا او انتقاص لجنسه او مواطنته ، بل ان الكثير منهم خدم في المحافظات الاخرى ، وكانوا يخدمون بهذه المناطق بكل مالديه من خبره وبكل حب ووفاء ، فكان منهم الطبيب ومنهم المهندس ومنهم المدرس ومنهم الاستاذ في الجامعة ومنهم المهني ولكن حملة مشروع الموت ابو إلا ان يمتهنوا حملة مشروع الحياة الكريمة لكل ابناء الوطن ، فكان من المستحيل ان يلتقي هذين المشروعين المتناقضين مع بعضهما في القيمة والهدف والغاية. فكان أمرا حتميا ان يصطدما ببعضهما ، بعد ان شن اصحاب مشروع الموت والمتمثل بهذه الجماعة الحوثية السلالية حربا شاملة على الوطن وقيمه وآدميّة ابنائه ، ولكن عشاق مشروع الموت الذين كانوا يعتقدون ان مشروعهم الاجرامي سيرهب اصحاب مشروع الحياة ويذلهم وجدوا صدا قويا وتضحيات جسام رفضا لمشروعهم العدمي وقدموا قوافل من الشهدا مِن الرجال والنساء والأطفال والشيوخ المسنين دفاعا عن مشروع الحياة. نودع اليوم الشهيدة رهام بعد ان استهدفها قناصة الإجرام التي لا تفرق في جرائمها بين صغير وكبير ورجل وامرةً، ولن تكون الشهيدة رهام اخر الشهيدات من النساء. إن استشهاد الحقوقية رهام يجب ان يحرك الضمير المحلي والضمير الإقليمي والضمير العالمي لنصرة تعز أمام القتل والتدمير الشامل للأرض والإنسان فيها من قبل هذه المليشيات الاجرامية المدعومة من ايران ، فتعز معتدى عليها منذ اكثر من ثلاث سنوات تقصف عشوائيا بمختلف انواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة وهي صامدة ، وستصمد حتى النهاية رغم ضخامة كلفة هذا الصمود . رحمة الله عليك أيتها الشهيدة الحرة ورحم الله شهداء الوطن جميعا ، وكلٌ سيحاسب بذنبه جُرماً او تقصيرا يوم يلتقي الخصوم.