التقرير الأممي هو توصيف خبراء لحجم المشكلة , الذي نعرفها نحن جيدا بحكم تعايشنا معها , والمتابع الجيد والغير متعصب لمقالاتنا يدرك أن كل ما تطرق له التقرير اشرنا إليه وحذرنا منه , ها هم اليوم المختصون يشخصون لنا الوجع وحجم مشكلتنا , ولازال التعصب سيد الموقف , كلا يختزل عبارات محدده منه ليوهم الناس أن العالم أدراك انه الحل , وانه المنتصر , وجرد الآخرين من كل حقهم وصفاتهم .
أي أن الغباء لازال مسيطر , غباء التعصب والأنانية , غباء الوهم والشعور بالعنجهية وعدم القدرة على التغيير ومواكبة عصر الديمقراطية والدولة الضامنة للحريات وحقوق الجميع , غباء العالقين في الخصومة وذلك الزمان الذي تجاوزناه وتجاوزته الأمم .
لا حل جذري للمعضلة دون وعي حقيقي يخلصنا من هذا الغباء للأبد , غباء وسائل الإعلام المسيرة بالمال والصحف الصفراء التي تغذي الفتن , غباء المثقفين والأكاديميين وأصحاب الشهادات الجامعية المنغمسين في الفتنه والتعصب لطرف دون الحق والقيم الإنسانية والوطنية , غباء الغاية تبرر الوسيلة مهما كانت , وهم اعجز من قراءة تقرير كهذا بفطنة واستقلالية وعقل حر , غباء النسخ واللصق للإشاعات والمناكفات والشيطنة , للكلام الفارغ الذي لا يقبله منطق ولا عقل , غباء عدم التسامح مع أنفسنا وشركائنا وديننا وعقيدتنا قبل أن نتسامح مع الأخر , لتتفتح عقولنا , ونتجاوز الماضي , ونفتح صفحة جديدة للحاضر لننتقل للمستقبل , دون اجتثاث للأخر واتهام جزافا وتغيب النظام والقانون .
لنقرأ جميعا التقرير ألأممي كوصفة علاج من متخصصين وخبراء , كاملا دون تجزئه , بعقل علمي و وطني غيور على أرضة وعرضه , لتلتئم الجراح ونجمع شتاتنا , ونوحد صفوفنا , ونتقرب من بعض لندرك أهمية السيادة والاستقلال , من التبعية والارتهان .
التوصيف يحذر من هد كيان الشرعية والدولة كقيمه ومبدأ , لنتحول لكيانات ضعيفة هشة لا تستطيع الحسم , كيانات مهتريئه ومرتهنة لأجندات , من يضمن لنا ولائها للوطن والقضية والدولة الاتحادية أو حتى الدولتين , البعض يراهن على قوة عسكرية ليست بيده , وتركيبتها مناطقية وعقائدية , لا يمكن لها أن تكون أداة دولة ضامنة للحريات والمواطنة , أذا كانت إقصائيه واستبدادية وهي على أبواب السلطة ترفض الاعتراف بالآخرين , فكيف لها أذا تربعت شئون البلد .
المضلة الوحيدة الضامنة لترسيخ كيان دولة ضامنة هي الشرعية وجيش وامن وطني ولائه لله ثم الوطن بالحق , يحفظ حقوق الجميع دون استثناء ويحمي الاستحقاقات الديمقراطية وإرادة الناس في استفتاء وانتخابات , دون ذلك مصيرنا لكيانات متناحرة هشة فاقده السيادة والاستقلال والحرية تابعه ومرتهنة للأطماع والمال المدنس والتجارة الرخيصة للمشاريع الوهمية .
نترحم على روح شهداءنا الأبرار , والشفاء العاجل لجرحانا الأبطال , الذي قدموا دمائهم من اجل هذه الأرض , وتسلق على هذه الدماء من يملك اليوم القصور والفلل والأراضي والأملاك , في عدن والدول المجاورة , هذا ما شاهدناه بأم أعيننا للأسف ممن يرفعون شعارات وطنية ومحاربة الفساد والإرهاب وهم عزالدين اضرط من أخيه , من يتستر بالوهم يتعرى سريعا .
احمد ناصر حميدان