الإشاعة ومخاطرها

2018/02/23 الساعة 11:10 مساءً

 

حربا شرسة على الوطن , أسلحة فتاكة , الراجمات والصواريخ والمتفجرات تستهدف البشر والحجر الأرض والعرض , و هناك ما هو اخطر سلاح يستهدف الإنسان في عقلة وقيمة , يستهدف الوطن في تنميته السياسية والديمقراطية وتوافق القوى السياسية , حربا نفسية تستهدف معنوية الإنسان, إرهاقه و إهلاكه ثم تطويعه , لإقناعه بفكرة أو شحنه وتعبئته بوهم ليصبح جاهز للاستخدام ,حربا تستهدف جيل بل أجيال تشحن بالحقد والضغائن تعيش صراعات عفا عنها الزمن , انه مخطط جهنمي أدواته شياطين في الأرض وسلاحهم الإشاعة .

البحث عن الحقيقة هي أنبل وأعظم مهمة يمكن أن يتبناها المرء في حياته ويعيش من أجلها، وتغييبها فكره مدمرة ترسي الكراهية مسخّرة الإشاعة لسطوتها، وفي الواقع فإن الشائعات بأنواعها المختلفة رقطاء تنفث سمومها في المحيط وإذا لم يتكاتف الجميع في مقاومتها ودرئها فإنها تحطم الروح المعنوية التي هي أساس كل نجاح‏‏ في المجتمعات الإنسانية .

الإشاعة خطر يهدد العلاقات والتوافق والتعايش بل الفكر والثقافة والأخلاق , هددت الحرية والعدالة والمساواة والدين والسياسة , لا يوجد ما هو امقت من الإشاعة للتحريض للفتن والمناطقية والطائفية .

الإشاعة تهيئ البيئة المثلى للإرهاب الفكري والثقافي والسياسي والروحي , وتصنع مستبد وطاغية , يطغي ويفسد وينتهك , مختبئا بالفوضى التي تصنعها الإشاعة .

الإشاعة مؤشر التخلف وقتل التنوع , المصيبة الكبرى عندما تصدر الإشاعة من المثقفين والأكاديميين الذي يشتغلون على الإشاعة بقدرة فائقة , وبحكم موقعهم في تنوير العقول يستغلونها في تغرير وتشويه العقول , مفسدين  فساد ثقافي وأخلاقي اخطر أنواع الفساد , وجرائم مرتكبة بحق المجتمع , لان نتائجها وخيمة , وتداعياتها كارثية , تظل أثارها في جيل و أجيال .

الوطن بحاجة ماسة لدولة ضامنة للحريات والعدالة والمساواة وهذا يحتاج لتكون الحقيقة متاحة ,والقضاء مصدر الاتهام والإدانة , لنصون المجتمع من الإشاعة والانحطاط الأخلاقي والقيم , الأخلاق ليست مغروسة في الإنسان منذ الولادة بل هو صناعة اجتماعية وتربوية , وتغيير المجتمع يبدأ بالأخلاق ,وهو مؤشر التغيير الايجابي من التغيير السلبي , كما قال الشاعر العربي الكبير احمد شوقي ( إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا).

كم من منشورات مسيئة , تحتاج لتحقيق عادل لإثبات صحة المعلومة من عدمها , لتنصف الحقيقة , لكن دون جدوى من الجهات المسئولة في الدولة والسلطة مما أتيح للعابثين والمغرضين ممارسة هويتهم في بث الإشاعة , أخرها حول اغتصاب وهتك أعراض وتشهير , أمر بالغ الخطورة , مثير لقلق العام , والتشهير بأعراض وشرف عدن وأبنائها , واستغلال للمسئولية والسلطة في ترسيخ الانحلال الأخلاقي والقيم , مزعج أثار غضب عارم فينا نحن أبناء هذه المدينة الجميلة المسالمة , مس شرف وعفت عدن وعذريتها  , السكوت عنه جريمة , ننتظر تحقيق عادل ينصف عدن ويكشف حقيقية الأمور .

احمد ناصر حميدان