بفضل رجالنا الأشاوس وشبابنا البطل من أبناء حضرموت الأبية , تم مداهمة أوكار الإرهاب والإرهابيين في وادي المسني وتطهيره من الكائنات التي تحمل الإرهاب كفكر , تلك الكائنات العدو الرئيسي لحياتنا لن نجد صعوبة في استئصالها عسكريا والقضاء عليها في أي منطقة , أبنائها كفيلون بذلك ,البلد غنية بالرجال الغيورون على الوطن أرضا وإنسان .
الإرهاب يا قوم ليس كائن بل هو فكر يتلبس الكائن فكر ينمو ويتوسع ونحن نشهد عن قرب ذلك النمو وبعضنا يباركه ويعززه كثقافة وسلوك بتزمت وتعصب ديني مغلوط , فكر استغل الدين والسياسة لخدمته ,فكر دمر عقول الشباب وأغواهم عن قيم الدين النبيلة والسامية من أخوة وعدالة ومساواة وحب وتآزر وتسامح وحرمة المسلم عرضة وماله ونفسه وعزز فيهم روح القتل والتدمير والتكفير وجعلهم قصاه القلوب عديمي المشاعر مفرغين من الإنسانية ,ما نعاني منه اليوم هو نتاج الأمس من حملة تجنيد وتشكيل وعي الجهاد في سبيل الحرب بين الشرق والغرب في أفغانستان انتهت الحرب لكن الفكر توسع والتكفير والجهاد بداء يبحث له عمل فوجد بلد العرب مرتع له وأعماله المشينة , والمستبدين يستغلونه اليوم لخدمتهم لتمكين سلطتهم وضرب خصومهم , ولازال يستغل .
الإرهاب أداة من أدوات السياسة اليوم , والحرب ضد الإرهاب هو صك غفران لتبرير نجس هذه السياسة , ولهذا تشتد الهجمات العسكرية من حين لأخر , وتبرد في لحظة , ويكتنفها غموض الأسباب والدواعي , والإرهاب شبكة متواصلة على طول صحراء وجبال المناطق النائية , والحرب على الإرهاب لاجتثاثه تحتاج أيضا لعمليات عسكرية تهاجمه في كل مواقعه , حتى لا تترك مجالا لانتقاله من منطقة لأخرى , الحرب على الإرهاب لا يقتصر على الهجمات العسكرية بل يجب أن ترافقه مواجهة فكرية لتنوير العقول الضالة واستئصال الأفكار المعششة بالعقل المتعصب والمتزمت , وتجفيف منابع تلك الأفكار , في المنابر الدينية والمساجد والمدارس ودور العلم والعقيدة , في الإعلام والصحافة والقنوات , لترسيخ روح التسامح وفكر التعايش وتقبل الأخر المختلف سياسيا وعقائديا .
تلك الجماعات التي يطاردها شبابنا البطل في حضرموت , منابعها والبيئة التي تفقس أعضائها موجودة بيننا , في مساجدنا ومناهجنا وثقافة وسلوك الكثير ممن في عقولهم مرضا يمكن له أن يحولهم لإرهابيين في لحظة , في قنواتنا الفضائية وبرامجها المتعصبة , في صحفنا الورقية والكترونية , والحشد والشحن ضد الأخر , في التوجيه الثقافي والفكري نحو مزيد من الفرقة والتمزق والتطرف والتعصب ,للفكر والمشروع , للعنف كوسيلة للتهديد والوعيد وفرض أمر واقع على الجميع تقبله , في شيطنة الأخر , في الظهور كحمل وديع مطارد من وهم وحش مفترس في مناكفة وبث الإشاعات وتزوير الواقع وغياب الحقيقة والعدل والإنصاف .
في من يتهم جزافا دون أن يقدم الدلائل , وفي من يبلع لسانه عن أخطاء وإخفاقات جماعته , بل يبرر لها جرائمها ويغطي عن ممارساتها المدمرة للحياة والقيم والأخلاقيات , في من يرى الغاية تبرر وسيلته القذرة , ويمارس الإرهاب الفكري والروحي ضد معارضيه .
الحرب على الإرهاب تحتاج حملة متكاملة و واقع سوي , ودولة ومؤسسات وقضاء ونيابة وعدل وإنصاف , وسلطة متوافق عليها الجميع , دون انقلابات ومشاحنات واتهامات ومناكفات , واستغلال قذر لدماء الزكية التي يقدمها الشباب الطاهر مناطقيا وسياسيا وطائفيا , كما يشهد اليوم من قبل البعض الذي لا يدرك تبعات تصرفاته الرعناء , من كبار وهم اصغر مما كنا نتصور .
احمد ناصر حميدان