الجبواني .. وصحوة الضمير

2018/02/27 الساعة 11:53 صباحاً

  

نعيش واقع مزري وحياة المجتمعات المحنطة التي تسترشد بالماضي لتعيش حياة أمواتها بقشور الحاضر , فتستجر ماسيها وتلوك تناقضاتها, تحكمها ذهنية مصابة تعتمد على بيئة سلبية , تتعصب بتحليلها واستنباطاتها , مجتمع يتغذى من الشحن والتعبئة السلبية , ويعيش على ألمناكفات والمكايدة السياسية .

هذه الحياة أفقرت المجتمع ثقافيا وفكريا , وأخرجته  عن المألوف والنظام الاجتماعي والقوانين الوضعية والعرف والشرع , حولت أفراده لوحش تنهش بعض بأنانية وجبن .

لنرتقي كمجتمع حي بقوة اعتمادنا على البيئة الايجابية بين الأفراد ومحيطنا والجوار، نستكشف الحاضر لنعيش المستقبل , في البحث عن الحقائق واستنباطها من رحم المعاناة , لنكن أو لا نكون  .

محاولتنا في ترسيخ الوعي , في الارتقاء بالمجتمع , في التوجيه للبحث عن الحقائق , نصطدم بآلة إعلامية وأصحاب المصالح والمنافقين والمرتزقة يدفعوا بالمجتمع للسقوط للقاع  المزدحم بالجهل والتخلف والرداءة , بسكارى بالإشاعات والمغالطات والمناكفات مشحونين بصورة ذهنية مبرمجة تتجاهل الحقائق وتتعلق بالإشاعة .

ما يحدث في أرضنا المباركة لا يرضي إنسان وطني غيور على أرضه وعرضه , ولهذا طالبنا ونطالب الشرعية والأطراف السياسية الأخرى لمراجعة مواقفها من كل ذلك , والعودة لجادة الصواب , ومواجهة الناس بالحجة والحقائق لتتضح الصورة وتنكشف حقائق الأمور , ويفتضح من يرتدي الشعارات الوطنية كذبا وزورا ويستثمر أمال وطموحات الناس في حربه القذرة لابتزاز وطن وأمة .

يوم أمس ظهر لنا وزير النقل د|صالح الجبوني  في مؤتمر صحفي كان صريحا و واضحا في أطروحاته بموقف مشرف وصحوة ضمير امة و وطن , اختلفنا أو اتفقنا معه , قال ما في نفسه وعبر بحرية عن ما حدث ويحدث كحريص على وطن وأمة ومستقبل , أشار لخيط من خيوط المؤامرة التي تحاك للوطن ومشروع استعادة الدولة الاتحادية ومخرجات الحوار والحرية والاستقلال الذي ننشدهما , أشار لبؤر الفساد , نطق باسم الشرعية التي يطالبها الناس تخرج لتقول الحقيقة .

في هذا الواقع المشحون  سيوجه الوزير كم هائل من الاتهامات من المغرضين والمشحونين والمحقونين بالخصومة والشيطنة , وأنا على ثقة أن الأغلبية سيأخذون كلامه بجدية ويطالبون بالتحقيق العادل , وتحديد موقف وطني وأنساني من هذه المهازل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من وطن وسيادة واستقلال وحرية , ورفض الوصاية و تعويق أدوات الدولة والتحول المنشود للدولة الضامنة .

في ظاهرة صحية , وصحوة ضمير وطني , برزت أصوات ترفض ممارسات سلبية خطيرة تجرنا لما لا يحمد عقباه , منها موقف مدير مديرية البريقة  , في ندائه للناس ان ترفض العنف ومليشيا الجماعات وأمراء الحروب والتشكيلات العسكرية المناطقية والطائفية المجردة من الوطنية , التي لاضمان لها بالولاء ولا رهان عليها بالمستقبل والدولة كقيمه ومبدأ , لها أدواتها التي يعرفها الجميع .

احمد ناصر حميدان