مأزق الماضي

2018/03/01 الساعة 03:52 مساءً

 

حزين على وطن يستباح برضاء تام من بعض أبنائه ,  المأزومون والمتورطين في مأزق الماضي الاستبدادي  , من تشرذم وتفتت وخصومة فاجرة وكراهية مفرطة وشيطنة , غارقين في وحل قذر من الاصطفاف السلبي مناطقي طائفي أيدلوجي ,مأسورين التفكير التآمري .      

مأزق تكرار الماضي بكل مساؤه , رفض تقبل الأخر والتعايش مع المتنوع , هوس سطوة الفكر على كل الأفكار , وتسيد الموقف , وفرض أمر واقع على الآخرين تقبله , انه الفكر الشمولي الأناني  , المرفوض اليوم والغير مقبول بصفة عامة يرى في العنف وسيلة سهلة لتسيده وفرضه , يغيب الحقائق ويرسخ المغالطات , يبني مواقفه على ماضية والآراء الشائعة العالق فيه من ذلك الماضي , عصي على التغيير والتحول , متصلب الفكر وعنجهية السلوك .

مأزق لا يمكن تجاوزه دون تغيير المقدمات والمنطلقات التي أفضت إليه , تقييم الذات , الإدراك المنطقي لأسباب ودواعي الفشل , والبحث عن لغة مشتركة مع الأخر , بعيدا عن العدوانية والشيطنة , والاسطوانة المشروخة والمملة التي صارت مكشوفة في اتهام الآخرين , دواعش تكفيريين ,أخوان وإرهابيين ,ترديدها مخجل وساخر وتبلد , ما أمسنا اليوم بالخروج  من هذا المأزق لننطلق للأمام ومتجاوزين ماضينا وماسينا ومتعافيين من أمراضنا وسلوكياتنا وصراعاتنا المدمرة لنكن جذرين بالثقة لا مثيري للشفقة .

كل أزماتنا من الستينات إلى اليوم هو الاستبداد وسياسات الإقصاء والتهميش وصراع الإرادات , والظلم والاضطهاد , ونثر للأكاذيب والنفاق , والشيطنة , التي قوضت النظام والقانون والدولة , و وأجدت الإرهاب الفكري والجسدي , وبررت لكل الانتهاكات والعنصرية والمناطقية والطائفية , وجميع هولا تشيطنوا وشيطنوا ,ظلموا وظلموا , تحركهم طامتهم الكبرى روح الانتقام  .

لا خير في مجتمع مأزوم , يعيش مأزق النفاق والكذب والمناكفة والمماحكة , كلما تنير بؤرة للحقيقة , يعمدون على إخمادها بروايات معاكسة إشاعات وتلفيق وتشويه وللأسف تلقى رواجا في مجتمع مريض متخلف ومتعصب  . 

وعزائي لمن عاش وتربى مكبلا بإرث ثقيل وعقلية متخلفة تتعصب لكل صغيرة وكبيرة , لا يستطيع تجاوز الأبوية , ينزعج من الحقائق , يحلو له العيش في وحل الأكاذيب والنفاق والرداءة , حيث يكون أكثر حركة ونشوة .

الحقائق تحتاج لتقييم الذات , والتخلص نهائيا من كل الآراء والشائعة التي علقت فينا وتلقيناها من محيطنا البائس , لنعيد بناء أفكارنا بشكل جذري لنؤسس لواقع جديد وعلاقات أكثر تقبلا للهدف ومواكبة التحول والتغيير . 

لا يمكن الخروج من هذا المأزق بغير تغيير المقدمات والمنطلقات , تغيير الأفكار الرؤى , الأسس الذي تبنى عليها الاختيارات والمواقف , والتحليل والنظرة المستقبلية , تحرير الذات والمجتمع , من مآزق الماضي ومخلفاته وأثاره    

لنكن ابنا اليوم ورجال الغد المشرق , الماضي عبر ودروس علينا أن نستنبط منها الخير ونترك الشر , لنمضي لمستقبل وضاء , بدولة اتحادية دولة النظام والقانون الكفيل بمحاسبة ومعاقبة المخل والفاسد والمتهم برئ حتى تثبت إدانته .

مشكلة فيمن تورط في مأزق المال , وتقيد , وصار عميل لمن يدفع , فاقد الإرادة والحرية والكلمة الصادقة , رثيت لحال زميل صحفي كان محترم , فتورط بالمال , واذا به على شاشة التلفاز متلعثم مضطرب يقول مغالطات وأكاذيب خارج قناعاته  وقيمه ومبادئه الوطنية والإنسانية , والإنسان مواقف , أن سقط تسقط مواقفه للحضيض . 

احمد ناصر حميدان